بداية العام الهجري الجديد لهذا العام كانت بداية خير على هذا «الوطن».. بداية خير ونحن نستيقظ في أول يومٍ من أيامه مع انطلاقة مواكب (أمنية) جابت ومسحت الشوارع طولاً وعرضاً في كل مناطق ومحافظات ومراكز المملكة، لتنظيف «الوطن» من العمالة المتخلفة والمخالفة لنظاميْ الإقامة والعمل وترحيل من يتم القبض عليهم إلى بلدانهم بعد أن أمضوا سنين طويلة يسرحون ويمرحون ويتسكعون في الشوارع دون خوفٍ من أحد.
ولا شك أن العمالة السائبة من المتسللين والمتخلفين ومخالفي أنظمة وزارة العمل كانوا يشكّلون عبئاً ثقيلاً على الوطن, وخطراً على الأمن, لأن كثيراً منهم (مجهول) الهوية لا أحد يعرفه حينما يرتكب مخالفة, أو جرما عظيما سواءً كان الجرم جنائياً أو أخلاقياً, ولذلك جاءت الحملة التصحيحية للعمالة المخالفة التي تقودها وزارتا الداخلية والعمل إيجابية ومفرحة للمواطن السعودي, وقُوبلت بترحيبٍ وارتياحٍ شعبيٍ كبيرين لأن الهدف منها هو تصحيح أوضاع المخالفين, وترحيل المتخلفين والمتسللين الذين دخلوا البلاد بطريقةٍ غير شرعية.
ومن يطّلع على الأعداد الكبيرة التي تم القبض عليها منذ انطلاقة الحملة.. يدرك جيداً أهمية مثل هذه الحملة التي يفترض أن تُدعم كي تستمر دون توقف, مع توفير مراكز إيواء في جميع مراكز ومخافر الشرط حتى تنجح الحملة التي نحن سعداء بها, ولكي يكون وطننا - بإذن الله - خالياً من العمالة المتخلفة والمخالفة.
فالحملة التصحيحية كشفت لنا الأصدقاء والأعداء, فالأصدقاء خرجوا بأدبٍ واحترام, أما الأعداء فقد شاهدنا ما بدر منهم من أحداثِ شغبٍ وتخريب, وهم يمثلون مجموعات كبيرة من العمالة الإثيوبية, إذ كان أمراً مزعجاً لنا كمواطنين - قبل أن يكون مزعجاً لرجال الأمن - في الرياض ومكة المكرمة والمدينة المنورة والطائف وجدة, التي شهدت في تلك الأحداث فوضى وشغب تخريبي غير متوقع من جماعات متخلفة ومخالفة لنظاميْ الإقامة والعمل اتخذت من أعمال العصابات الإجرامية أسلوباً لها من خلال حمل الأسلحة البيضاء والعصي ورشق المارة بالحجارة والاعتداء على المواطنين والمقيمين وسلبهم وترويع الآمنين, ولقد شكل المخالفون من الجنسية الإثيوبية في تلك الأحداث تجمعاً وتجمهراً أشبه ما يكون بالعمل (الإرهابي) نتج عنه وفيات وإصابات بالعشرات, ما جعل كل الأجهزة الأمنية التابعة لوزارة الداخلية تتدخل عاجلاً وتعلن حالة الاستنفار وتفرض طوقاً أمنياً على تجمعاتهم, حتى نجحت بفضلٍ من الله في السيطرة على الوضع, والقبض على مثيري الشغب من العمالة الإثيوبية, وتقليص عدد الخسائر في الأرواح والممتلكات العامة والخاصة, حيث تعاملت الأجهزة الأمنية مع الموقف باحترافية عالية وإنسانية رائعة.