يعود الكاتب فاضل الربيعي لطرح نظرية مثيرة، تتطلب نقاشًا علميًّا رصينًا، ويمكن تلخيصها على النحو التالي :لم يعبر بنو إسرائيل نهر الأردن، ويوشع بن نون لم يفتح أريحا الفلسطينية قط. والتوراة لا تعرف مأدبا التي يزعم كثير من علماء الآثار أنها وردت فيها باسم (ميدب). وبكل يقين، لم يدخل الملك داود أورشليم وحصن بيت بوس من ضواحي دمشق - لأن جغرافية بلاد الشام- لا تعرف هذا الحصن الجبلي ولا وجود لبقايا لغوية أو أثرية تدلّ عليه، كما أن التوراة لا تعرف (أريحا والأردن) في صورتهما هذه، بل في صورة مختلفة كليّة ولها علاقة بجغرافية أخرى. وطبقًا لهذه النظرية التي يقدمها الربيعي؛ فإن العبرانيين لم يعبروا هذا النهر من قبل، ومسرح الأحداث التي تخيّلها واختلقها الاستشراقيون من التيار التوراتي وقاموا بالترويج لها، لا تتضمن بأيّ شكل من الأشكال المواضع والأماكن وأسماء القبائل الواردة في النصوص التوراتية. وفي الواقع، لا توجد في التاريخ القديم برمّته، حادثة من هذا النوع، نجم عنها ظهور جماعة بشرية سوف تُعرّف نفسها بأنها جماعة عبرانية نسبة لعبور الأردن. وكل ما قيل وكتب من مؤلفات ضخمة وكتب ودراسات وبحوث عن هذا الحادث، سواء في الثقافة العربية أم الغربية، هي بالنسبة للربيعي ، أمر لا يتعدى حدود التلفيق المؤسس على الوهم.