السعي وراء الكمال يحتاج إلى المثابرة ومزيداً من الصبر والوقت ورضا الناس غاية لا تدرك استناداً إلى ما أعرفه ويعرفه غيري عن طريق ما ينشر في الصحف المحلية وخاصة صحيفة الجزيرة يمكن استنتاج ومعرفة أن الثقافة المرورية في كل مدن المملكة وقراها ما زالت متدنية، وثقافة الناس تبدأ من السيطرة على مقود العربة وتنتهي فيه، يثبت ذلك ما حصدته المركبات على الطرق داخل المدن وخارج المدن من الأرواح رجالاً ونساء صغاراً وكباراً في حوادث السير التي تتنامى أعدادها مع مرور الوقت، ومن المؤلم جداً أن الذين يتعرضون للوفاة بسبب حوادث الطرق يفوق قتلى المعارك في بعض الدول المضطربة وسرعة تلبية النداء والاسعاف بعد الله تنقذ المصابين في الحوادث من خطر الوفاة، الذين غالباً ما يموتون بسبب النزيف الحاد أو الكسور المضاعفة التي تؤثر سلباً على بعض أعضاء الجسم الحساسة.
ونتيجة للتطور المذهل والمتسارع في بناء شبكات الطرق بين المدن التي تصل أطوالها آلاف الكيلومترات أصبح من البديهي تباطؤ استكمال الخدمات المهمة مثل خدمات الإدارة العامة لهيئة الهلال الأحمر السعودي، ومن الواضح جداً أن مدير عام هيئة الهلال الأحمر السعودي صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن عبدالله بن عبدالعزيز قد بذل ويبذل جهوداً موفقة بمساعدة معاونيه للرقي بمستوى خدمات ذلك القطاع المهم، مستعينين بالشباب الذين يتخرجون من المعاهد الصحية، ولكن مخرجات تلك المعاهد وللأسف تعتبر غير مكتملة التعليم والتدريب مما شكل عقبات لدى المسؤولين في هيئة الهلال لأن الشباب حديثي التخرج ليس لديهم الإمكانات التدريبية والفنية للقيام بالأعمال الاسعافية ويحتاجون إلى مزيد من الدورات والتدريب للتأقلم مع تلك الأعمال التي تتطلب المهارة العاجلة وحسن الأداء، ومن حسن الطالع أن قطاع الهلال الأحمر لا يبخل على منسوبيه بشتى أنواع الحوافز التي تشجع العاملين على مباشرة المهمات الخطرة بسرعات عالية جداً مكملين مع الجهات المسؤولة الأخرى دوراً إنسانياً مهماً، ومن خلال هذه المقالة يتضح أنه من المهم جداً بناء مراكز إسعافية إضافية على الطرق السريعة لتقليل المسافات بينها لإمكانية إعطاء الوقت الكافي لانطلاق فرق الاسعاف لتأدية المهام في أوقات قياسية حفاظاً على أرواح المصابين، كما أنه من الأفضل أن يوسع نطاق مهام طائرات الإخلاء أو الإسعاف الطائر لتشمل مهامها تغطية الطرق البرية بعين الصقر لمراقبة سير المركبات للاستعداد لمباشرة الحوادث في وقتها في كل الأقاليم، كما أن الطرق داخل المدن وخارج المدن تحتاج إلى مراقبة أرضية مستمرة بواسطة غرف عمليات ولجان تجوب الشوارع بمركبات مجهزة بالمعدات الطبية والأدوية والكوادر الطبية من الأطباء والمسعفين والممرضين لإمكانية خدمة المصابين بأسرع الأوقات، لأن كل طرق المملكة تكتظ بالمركبات على مدار الساعة وأنواع الحوادث المميتة لا يمكن حصرها.
قبل أن أختم مقالتي هذه عن هيئة الهلال الأحمر أود أتكلم عن موقف إنساني يستحق الذكر والتمجيد، أن أحد الأصدقاء كان في منزله في أحد أحياء الرياض وتعرض لجلطة مفاجئة وقام أولاده بالاتصال بهيئة الهلال الأحمر وفعلاً وخلال وقت وجيز لم يتعد 15 دقيقة حضرت إلى منزله الاسعاف التي كانت مجهزة بالمعدات والكوادر الطبية وقاموا بكل مهنية وفي وقت قياسي بإيصاله لأحد المستشفيات الخاصة شرق العاصمة الرياض واستقبله ذلك المستشفى ومكث في العناية المركزة ثلاثة أيام وعندما استجاب للعلاج بقي لديهم لمدة أسبوعين تحت الملاحظة وعندما تم إبلاغه بإمكانية الخروج وهم بدفع تكاليف العلاج أبلغوه بأن من ينقل بواسطة الهلال الأحمر السعودي تكون تكاليف علاجه على حساب الدولة أيدها الله ولكن الشيء المؤسف أن بعض المستشفيات ترفض استقبال بعض الحالات التي تنقل بواسطة الإسعافات حتى ولو كانت حالاتها خطرة بحجة عدم توفر الإمكانات وخاصة الأسرّة.
كلي أمل بأن ننوه بدور هيئة الهلال الأحمر عن طريق كل وسائل الإعلام وأن لا تكون الإشادة بهم تنحصر في مواسم الحج فقط، بغية إيضاح الدور الإنساني المميز الذي يؤديه العاملون في ذلك الجهاز، كما أن إبراز أرقام نداء فرق الإسعاف يسهل على المبلغين التقاطه لاختصار الوقت وعند الحاجة لهم.
دعواتي لكل الهيئات الإغاثية بالتوفيق والنجاح والله ولي التوفيق.