فقدت الساحة الفنية اللبنانية المخرج والفنان كريستيان غازي الذي يعتبر أحد أهم رواد السينما في لبنان، حيث توفي عن عمر يناهز 79 سنة ختمها بصراعه المرير مع المرض، وولد في أنطاكيا من أب لبناني وأم فرنسية في العام 1934.
سجل كريستيان غازي في جعبة السينما اللبنانية الوثائقية على وجه التحديد العديد من الأعمال التي وضعت في خانة الأفلام الوثائقية النضالية، حتى أن أفلامه الروائية أخذت الطابع التجديدي، حيث كان الكاتب والمؤلف والمخرج.
على الرغم من ثرائه الإنتاجي الغني، إلا أن السينما اللبنانية افتقرت إلى أرشيفه الذي ضاع إبان الحرب اللبنانية، منها ما فقد في المعارك ومنها ما أحرق أمام عينيه، إلا أن حظه أنقذ فيلمه الوحيد آنذاك بعنوان «مئة وجه ليوم واحد» (1969 ـ 1970) الذي كان قدمه إلى «المؤسسة العامة للسينما» في سوريا، والذي كان قد نال جائزة لجنة التحكيم في «مهرجان السينما البديلة» في دمشق عام 1972، وهو يجمع بعضاً من ذكرياته في الوثائقي الذي أنتجه «نادي لكل الناس» عن مسيرته (مسرح عند ملتقى الرياح).
وتناولت أفلام كريستيان غازي العديد من القضايا منها الحرب الأهلية والأزمة اللبنانية، ومواضيع اللاجئين الفلسطينيين والحياة في المخيمات التي أخذت الحيز الأكبر من مواضيعه السينمائية.
من أبرز أفلامه «الفدائيون» و»لماذا المقاومة» و»الحياة في المخيمات» و»الوجه الآخر للاجئين» و»مئة وجه ليوم واحد»، وآخر أفلامه «نعش الذاكرة» قام بإخراجه عام 2001، ويعتبر الراحل من شعراء الفرنكوفونية اللبنانيين وله عدة مجموعات شعرية.
تعلم دروسه الأولى في المدرسة اليسوعية في بيروت حيث كان محظوراً فيها التكلّم باللغة العربية، ثم دخل جامعة الـ»ألبا» طالباً يدرس الموسيقى تأليفاً وكتابة، لكنّه سرعان ما توجه إلى الإخراج السينمائي، فجال على مدارس سينمائية بين ميونيخ في ألمانيا وفرنسا وروسيا.