الجزيرة - أحمد القرني:
بدأ مركز الأبحاث في مستشفى الملك فيصل التخصصي بالرياض في تطبيق تقنية المعايرة الحيوية لقياس جرعة التعرض الاشعاعي المفرط في حالات الحوادث الاشعاعية، في مختبر الأحياء الاشعاعية بقسم الفيزياء الطبية، وبذلك يكون أول مختبر في المنطقة ينضم لشبكة المختبرات المعيارية العالمية لحالات الطوارئ الاشعاعية (BioDoseNet) والتي تشرف عليها منظمة الصحة العالمية.
وقال الدكتور غازي الصبيح رئيس مختبر الأحياء الاشعاعية بقسم الفيزياء الطبية: إن الفريق البحثي المشرف على المشروع استفاد من تقنية المعايرة الحيوية في تأسيس منحنى معياري مرجعي خاص بالمجتمع السعودي بعد إجراء دراسات مخبرية دقيقة، الأمر الذي يتيح إمكانية قياس الجرعة الاشعاعية الممتصة في الضحية في حالات الحوادث الاشعاعية من خلال فحص عينة من الدم ومقارنتها بالمنحنى المعياري، وبالتالي تقديم الخطة العلاجية الملائمة بما يتناسب مع شدة التعرض الاشعاعي. وأوضح أن تقدير الجرعة الاشعاعية في الضحية يعتمد على تحليل التشوهات الصبغية (Chromosomes) وقياس مدى التشوه الصبغي ثنائي المركز (Dicentric) في الخلايا، مشيراً إلى أن هذه التقنية المتطورة تم اعتمادها من المنظمة الدولية للمقاييس (آيزو)، والوكالة الدولية للطاقة الذرية، ومنظمة الصحة العالمية.
وأضاف الدكتور الصبيح أن الفريق البحثي يهدف مستقبلاً إلى تطبيق تقنيات أخرى بمزايا متعددة لقياس مختلف أنواع الاشعاعات المحتملة، وذلك من خلال تأسيس مختبر تشخيصي وطني متكامل يختص بقياس الجرعات الحيوية كجزء من الخطة الوطنية للطوارئ الاشعاعية والنووية، بالإضافة إلى المساهمة في تأسيس شبكة من المختبرات المماثلة محلياً وإقليمياً لمواجهة أي حادث اشعاعي محتمل. وأشار إلى أن مخرجات المشروع البحثي لهذه التقنية عُرضت مؤخراً في المؤتمر العربي للوراثة البشرية الذي أقيم في دبي ووجدت تفاعلاً واهتماماً من المختصين، كما سيتم عرض هذه التقنية ضمن ورش العمل في المؤتمر الدولي للعلاج الاشعاعي والذي سيقام في مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث في شهر فبراير المقبل.
الجدير بالذكر أن مشروع قياس الجرعة الحيوية في الحوادث الاشعاعية تم دعمه من قبل برنامج (الخطة الوطنية للعلوم والتقنية)، ويضم الفريق البحثي كل من الباحث الرئيس الدكتور غازي الصبيح، والدكتور بلال مفتاح رئيس قسم الفيزياء الطبية، والدكتور محمد شكري عالم الأبحاث بمركز الأبحاث، والدكتور عوض الزهراني عالم الأبحاث بمدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية، إضافة إلى الطاقم الفني المكون من خالد الهديان، وسارة العويسي، وأحمد نوبه، وسعد الدليجان، ونجلاء الحربي، ونيكي فينتورينا، وسارة القحطاني.