كشف التقرير النهائي للأمم المتحدة حول استخدام الأسلحة الكيماوية في سورية عن أن الغاز القاتل ربما تم استخدامه في أربع هجمات أخرى، إلى جانب الحادث الذي تم التأكد منه بالفعل في دمشق، لكن لم يتسن التحقق من هذه المعلومات بشكل مستقل، بحسب التقرير الذي نُشر الخميس. وكشف فريق المحققين الأمميين في مجال الأسلحة الكيماوية بقيادة السويسري آكي سلستروم عن أنه في الوقت الذي توجد فيه مؤشرات وإفادات شهود عيان بوجود هجمات كيماوية في أربعة مواقع إضافية أخرى، يحول الافتقار لمعلومات «أولية» دون توصل الفريق إلى نتائج بشكل مستقل.
وكان أوضح دليل هو الهجوم باستخدام غاز السارين السام في الغوطة بالقرب من دمشق في 21 آب - أغسطس الماضي، بحسب ما ذكره المفتشون في التقرير الذي جاء في 82 صفحة وسُلم للأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون.. لكن التقرير لم يتطرق إلى من نفذ الهجمات الكيماوية.
وفي موقعين آخرين جرى تفتيشهما، لم يتم العثور على دليل حول استخدام أسلحة كيماوية.. وبحسب التقرير، تمتلك الأمم المتحدة معلومات موثقة تعزز ما يتردد بشأن استخدام مواد كيماوية في خان العسل شمال حلب. وكانت الحكومة السورية قالت إن قوى المعارضة هاجمت جنوداً ومدنيين في 19 آذار - مارس الماضي.
وقال التقرير: «غير أن إطلاق أسلحة كيماوية على الموقع المزعوم لا يمكن التحقق منه من مصدر مستقل في غياب المعلومات الرئيسية حول أنظمة التوصيل والعينات البيئية والأخرى الخاصة بالطب الحيوي التي يجري جمعها وتحليلها بموجب ما تسمى بـ»سلسلة متابعة الدليل». وأوضح التقرير أنه في بعض الهجمات كان المدنيون الهدف الرئيس أو على الأقل شكّلوا معظم الضحايا.
من جهة ثانية كشف مصدر سياسي في الائتلاف السوري المعارض أمس الجمعة أن رئيس الائتلاف أحمد الجربا وقادة عسكريين وسياسيين أقاموا غرفة عمليات عسكرية على الحدود السورية - التركية نظراً لصعوبة التطورات الميدانية في الداخل بعد أن استولى مقاتلون إسلاميون متشددون على مقر قيادة الأركان العسكرية التابعة للجيش الحر. وقال المصدر: إنه إلى جانب اجتماعات القيادات العسكرية في الجيش الحر مع بعضهم البعض، شارك عدد من السياسيين أيضاً في جانب من تلك الاجتماعات، وأن الجربا تابع تلك الاجتماعات المتواصلة أولاً بأول.. وأضاف المصدر أن الجربا يتابع، ويشارك في اجتماعات سورية سياسية في القاهرة بين شخصيات من كل الأطياف لأن الائتلاف هو الذي سيُشكّل وفد المعارضة المشارك في جنيف 2.
من جهة أخرى طالبت ورشة عمل حول الوضع الإنساني في سورية، المنظمات الإنسانية في الدول الأعضاء بمنظمة التعاون الإسلامي، بسرعة التحرك لمواجهة موجة البرد القارس التي يتعرض لها اللاجئون السوريون في دول جوار سورية. وقال لطفي السيد، من هيئة الإغاثة الإسلامية في بريطانيا، ومدير الجلسة التي عقدت في اسطنبول أمس الجمعة على هامش مؤتمر منظمة التعاون الإسلامي، الخامس للمنظمات الإنسانية، إن «المنظمات المشاركة التي تربو على المائة وخمسين منظمة مطالبة بسرعة الاستجابة لاحتواء سوء الأوضاع الجوية التي يتعرض لها اللاجئون السوريون جراء موجة الصقيع التي تضرب دول جوار سورية، تركيا والأردن ولبنان، إضافة إلى الداخل السوري..».
وقال الأمين العام المساعد للشؤون الإنسانية بـ (التعاون الإسلامي) عطاء المنان بخيت إن الأزمة السورية تزداد تعقيدا، لافتا إلى أن أعداد اللاجئين السوريين آخذ في ازدياد منذ اندلاع الأزمة الداخلية في البلاد. وأضاف ان الجهود الدولية المبذولة لاحتواء الأزمة الإنسانية في داخل وخارج سورية، بدأت تتقلص عما كانت عليه في السابق، في ظل تزايد عدد اللاجئين، موضحا أن هذه المفارقة تدفع بالمنظمات الإغاثية الإسلامية إلى سرعة التحرك من أجل التخفيف من حدة الأزمة، ودعا، في الوقت نفسه، إلى ضرورة العمل الجماعي فيما بين هذه المنظمات، وتجاوز العمل الفردي.