خاص - مدارات:
شودة الاسم الأشهر والأمهر في تاريخ الهجن السعودية وربما الخليجية، وذلك بسبب ما حصدته تلك الهجين القافزة للسحب والضاربة بأخفافها بطاح البطولات والكاسرة بأنفاسها ميادين المجد، فيكفيها أنها وصلت إلى أعلى سعر للهجن في وقتها وربما لازال وهو 15 مليون ريال ولم تباع وفاءً وعرفاناً من مالكها صاحب السمو الأمير سلطان بن محمد بن سعود الكبير لها، لأنها حققت ما لم تحققه هجن غيرها، فهي التي انتزعت بجدارة وناموس 12 بطولة سبع منها سيوف بريقها يلمع ومنها سيف المغفور له الشيخ زايد آل نهيان رحمه الله، وسيفان لأمير الكويت وثلاثة سيوف لأمير قطر وخمسة أخرى خناجر رونقها مختلف، منها خنجر أبو ظبي وخنجر دبي وخنجرا الكويت لتكون درزينة كاملة من المجد والبطولات.
شودة من إنتاج الأزرق العائدة ملكيته إلى الأمير سلطان وهي ابنة الفارس، وأمها عزايم تلك الهجين التي ربت من المجد للمجد فكيف لا وهي من حافظت على ثلاث بطولات أعوام متتالية 2005 و2006 و2007م ببسط هيمنتها على مضمار الشيحانية بقطر وانتزاع لقب سيف أمير دولة قطر وقبلها كانت إنجازاتها تشهد أيضا، حيث حصلت شودة على سبيل الذِّكر لا الحصر أربعة خناجر في الكويت في سن جذعة عام 1422هـ، وفي أبوظبي جذعة نفس العام ثم في سباق التميز بدبي عام 1423هـ وفي الكويت (ثنية) عام 1423هـ.
كما فازت شودة بسباقين كبيرين على سيفين.
الأول: في أبوظبي 1424هـ السيف الذهبي لرئيس الدولة سمو الشيخ زايد آل نهيان.
الثاني: في الكويت 1424هـ السيف الذهبي للشيخ جابر الأحمد أمير الكويت
وكأنها كما تختال في سيوفها وخناجرها كانت تصر على كسر المنافسة مع نفسها، عندما حققت وقتاً قياسياً جديداً للهجن في سباقات الـ 10 كيلو مترات، حيث قطعته في 16.36 دقيقة وهي تلوح بالسرعة لتقول هنا سأحط رحالي فاكسروا ما حققته وسيبقى مقدار سرعتي.
وبعد كل هذا المجد حققت تلك الهجن الراحلة رقماً قياسياً آخر، وهو مبلغ 15 مليون ريال كقيمة لها، ولكن مالكها وعاشقها الأمير سلطان بن محمد رفض كل العروض وبقي عليها محباً لنواميسها ومكرماً لها حتى رحلت.
الجدير بالذِّكر أنّ لكل هجين مضمراً هو أساس الإنجازات ومهندسها، وإن ذكرنا شودة فلابد أن يكون لمضمرها ذكر، وهو سلطان العتيبي الذي حقق معها قمة الإنجازات التي ربما جعلته يختفي مع نهايتها.