إن المحرمات من المخدرات والمسكرات، من أكبر الجرائم المحرمة التي تسبب غضب الرب وتورث الهلاك وتؤدي إلى فساد الأخلاق وكثرة الجرائم وقد جاءت الشريعة بحفظ العقل وهذه المخدرات والمسكرات تذهب بالعقل وتوقع في مفاسد عظيمة منها:
1- الصد عن سبيل الله تعالى قال تعالى: (إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَن يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاء فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَن ذِكْرِ اللّهِ وَعَنِ الصَّلاَةِ فَهَلْ أَنتُم مُّنتَهُونَ).
2- تعاطي المخدرات يورث الأخلاق الرديئة والخصال القبيحة، فهو يذهب بالحياء ويوقع في الكذب والنفاق وعقوق الوالدين، ومن الكبائر التي تقود إليها المخدرات ما هو من أبشع الجرائم كالقتل والزنا والسرقة، خاصة من يؤذي بها أقرب الناس وأحبهم إليه.
3- يؤدي تعاطي المخدرات إلى فقدان الغيرة على العرض والشرف، والوقوع في الدياثة وإقرار الخبث في الأهل، وقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أنه لا يدخل الجنة ديوث.
4- المخدرات تتسبب في تفكك الأسر وتضييع حقوق الأبناء، وقد قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: (كَفَى بِالْمَرْءِ إِثمًا أَنْ يُضَيِّعَ مَنْ يعول) رواه أبو داود وصححه الألباني.
5- في تناول المخدرات والمتاجرة بها إهدار لأموال طائلة استؤمن العبد عليها، والعبد سيسأل يوم القيامة عن ماله من أين اكتسبه وفيما أنفقه.
6- المخدرات تسبب الفشل الدراسي وضعف التحصيل العلمي، وتبث العجز عن العمل والركون إلى البطالة، وفي ذلك ضرر على الأفراد، والنبي صلى الله عليه وسلم يقول: (المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف).
7- من آثار تناول المسكرات التسبب في حوادث الطرق التي تأتي على العشرات من الأبرياء في أرواحهم وأعضائهم وأموالهم.
8- تعاطي هذه السموم يعطل الجوارح ويفسد الحواس التي هي من نعم الله تعالى على العباد، والإنسان مستأمن على هذه النعم ومسؤول عنها يوم القيامة، ويتسبب تعاطيها في الإصابة بالأمراض المستعصية وذلك من أعظم الإجرام، قال تعالى: (وَلاَ تَقْتُلُواْ أَنفُسَكُمْ إِنَّ اللّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا) .
9- تعاطي المخدرات يتسبب في سوء الخاتمة والموت على المعصية والعياذ بالله، والنبي صلى الله عليه وسلم يقول»: إنما الأعمال بالخواتيم» متفق عليه.
10- أخبر صلى الله عليه وسلم بعقوبة الإدمان في الآخرة فقال:(مدمن الخمر إذا مات لقي الله وهو كعابد وثن) رواه أحمد وصححه الألباني وقال صلى الله عليه وسلم: (ثلاثة قد حرم الله عليهم الجنة مدمن الخمر والعاق والديوث الذي يقر في أهله الخبث) رواه أحمد وصححه الألباني، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: (كُلُّ مُسْكِرٍ حَرَامٌ إِنَّ عَلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ عَهْدًا لِمَنْ يَشْرَبُ الْمُسْكِرَ أَنْ يَسْقِيَهُ مِنْ طِينَةِ الْخَبَالِ. قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ:وَمَا طِينَةُ الْخَبَالِ؟ قَالَ: عَرَقُ أَهْلِ النَّارِ أَوْ عُصَارَةُ أَهْلِ النَّارِ) رواه مسلم.
فالواجب على المسلم أن يحذر من هذه السموم طاعة لله ورسوله وفق الله الجميع لكل خير.