المدينة المنورة - مروان قصاص وعلي الأحمدي / تصوير - عبد الله الردادي:
في ليلة استثنائية عنوانها (الوفاء لأهل الوفاء)، وفي احتفالية امتزجت بتقدير الرجال لجهود المخلصين شهدت أروقة قاعة قمة المدينة للاحتفالات بحي العزيزية بالمدينة المنورة حضوراً لافتاً من كافة أطياف المجتمع المدني جاؤوا للمشاركة في تكريم إنسان تميز بعمله الجاد وبأخلاقه العالية وفي تعامله وتفاعله مع المجتمع.
- كان التكريم لمعالي الأستاذ الدكتور محمد بن علي العقلا، مدير الجامعة الإسلامية سابقاً تقديراً وعرفاناً من أهل طيبة الطيبة لما قدمه هذا الرجل من عمل وجهد للجامعة الإسلامية ولمساهمته في الأعمال الخيرية والإنسانية ولحضوره الدائم معهم في الكثير من مناسباتهم.
- تحدث فضيلة الشيخ صالح بن عواد المغامسي إمام مسجد قباء والأستاذ بجامعة طيبة باسم الأهالي عبر كلمة مرتجلة تطرق فيها إلى جوانب مهمة وعديدة من إنجازات العقلا عدّد فيها الكثير من سمات ومناقب المُكرَّم وأثنى على جهوده الكبيرة خلال فترة إدارته لهذا الصرح، سواءً داخل الجامعة أو خارجها من خلال تفاعله مع المجتمع المحيط بها.. واعتبر المغامسي أن تكريم الأهالي للعقلا بمثابة شهادة جماعية له وتقديراً لهذا الدور.
- كان الشعر حاضراً بقصيدة للشاعر السنغالي محمد أبو بكر الصو (شاعر الجامعة) تفاعل الحضور مع المعاني والإلقاء مثلما تفاعل أيضاً بجزء يروي عبر فيلم مرئي يبرز جهود الشيخ العقلا مع جمعية مكافحة السرطان.
- كان للمحتفى به كلمة مؤثرة في معانيها ارتسخت في قلوب مستمعيها.
كلمة الدكتور العقلا
الحمد لله حمد الشاكرين، والصلاة السلام على أشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.. أما بعد: أصحاب المعالي والفضيلة والسعادة من أهالي وأعيان ومسؤولي المدينة المنورة, الضيوف الكرام من خارج منطقة المدينة المنورة, أحييكم جميعاً بتحية الإسلام، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. أما بعد:
فإن الشكر لو كان ترجماناً للسريرة ولساناً للطوية وشاهداً للإخلاص، فإنني لا أجد من كلماته ما يفي بحق كل من:
أولاً: صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن سلمان أمير منطقة المدينة المنورة، فله من الشكر الذي أحفظه لسموه في نفسي ما يعجز اللسان عن التعبير عنه والله يتولى إيفاءه مثوبة تكافئ فضله، فلقد غمرني بفيض مشاعره الكريمة النبيلة منذ أن شرفت بلقائه بعد تعيينه أميراً لمنطقة المدينة المنورة وتواصلت هذه المشاعر حتى بلغت ذروتها بعد صدور الأمر الملكي الكريم بإعفائي، فلقد كان سموه الكريم من أوائل المتصلين بي مبدياً مشاعر وعواطف كريمة غير مستغربة من سموه الكريم, فله مني الشكر كل الشكر.
ثانياً: أهل المدينة المنورة الذين هم أهلي أحبتي وخاصتي، هم أحفاد أنصار رسول الله صلى الله عليه وسلم، الحافظين للعهد المحافظين على الود الذين تحركهم قلوبهم بالإيمان، ونفوسهم الزكية، وعواطفهم النبيلة إلى كل معاني الخير والمحبة والود.
إن العنصر الأصيل في شخصية أهل المدينة هو الوفاء والرحمة والمحبة والتقدير، وهي التي جعلتهم محبوبين مقدرين داخل المملكة وخارجها, فهذه الصفات جعلت المدني يرق للناس جميعاً ويتصل بالحياة وفي قلبه ووجدانه عواطف غامرة من المحبة والسماحة والسلام، ولِمَ لا؟ وهم قد ورثوا من آبائهم وأجدادهم هذه الصفات والمزايا وترسموا منهجهم وساروا على خطاهم في طريق الخير والبر والمعرفة والإحسان والجود والكرم.
أيها الحفل الكريم:
لقد وجدت من أهل طيبة الطيبة كل الدعم والعون والمحبة والمؤازرة طوال فترة عملي بالمدينة، وكانوا وما زالوا وسوف يظلون للأبد بالنسبة لي جميعاً، القيمة والرمز، الأسوة والقدوة، الخبرة والمرجع, البهجة والرضا.
هم بالنسبة لي كالشجرة الوارفة إن نظرت إلى جذعها رأيت أنصار رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإن نظرت إلى أغصانها وثمارها شاهدت ثماراً يانعة طيبة وأوراقاً مظللة لمن حولها ووجدت رجالاً ازدان أداؤهم واقترن عملهم الصالح بالإيمان بالله ورسوله صلى الله عليه وسلم. وإني لأنتهز هذه الفرصة الطيبة لأقول لأهل طيبة الطيبة: إن شرف تكريمهم لي هذه الليلة أعتبره وساماً على صدري سوف أظل مفتخراً ومعتزاً ومتشرفاً به ما دمت حياً.
ثالثاً: أصحاب السعادة الإخوة الأعزاء الكرام المنظمون لهذا الحفل والذين كان لجهودهم وحماسهم وإصرارهم علي الترتيب والتنسيق والإعداد والتحضير أبلغ الأثر في إتمامه, فلهم مني خالص الشكر والتقدير والعرفان، سائلاً المولى جلت قدرته أن يجزيهم خير الجزاء.
وفي الختام أرفع أسمى آيات الشكر والتقدير إلى مقام خادم الحرمين الشريفين، وسمو ولي عهده الأمين، وسمو النائب الثاني، وسمو وزير الداخلية، وسمو أمير المنطقة على ما وجدته منهم جميعاً من دعم ورعاية. وأُكرر شكري لكم يا أهل طيبة الطيبة على ما أوليتموني وغمرتموني من حفاوة وتكريم فأنتم بحق قرة العين. وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.