لاحت بارقة أمل بتطور التحكيم السعودي، لكن الأخطاء التي وقع فيها مرعي عواجي في لقاء الشباب والنصر قضت على كل بارقة، وكسرت كل مجاديف من كان يبحر ضد التيار مطالباً بتعزيز الثقة بالحكم السعودي، وأعادت التحكيم والحكام إلى نقطة الصفر من جديد، وصار حديث الشارع الرياضي عن التغييرات المطلوبة والخطط المقبلة للنهوض بالتحكيم والتي لا يمكن أن تنطلق من وجهة نظري إلا بإعادة تأسيس اللجنة المعنية به وإعادة هيكلتها من جديد، فالواضح أنها قد ترهلت وتوقفت عند نقطة معينة، ولم يعد بقدرة القائمين عليها تجاوز الخطوة الأولى، وأعتقد أن أولى الخطوات هي تغيير قاعدة لكون رئيس اللجنة وأعضاء اللجنة من الحكام السابقين المعتزلين، وليتهم من الحكام المميزين، فالواقع أن سجلات بعضهم لا تخلو من الجدل والإيقاف والكثير من القضايا التي اعترف بها بعضهم بعظمة لسانه!!.
لا أدري ولا يدري غيري لماذا لا يدير لجنة الحكام ولا يخطط لها ويكتب خطوط عملها إلا حكام سابقون معتزلون، مع أن هذه السياسة، أثبتت مرة ومرتين وثلاث مرات، أنها ضد التطوير، بدليل أن اللجنة كثيراً ما حلت وأعيد تشكيلها، لكن الحل خطوة تدفعها للأمام والتشكيل خطوة أخرى معاكسة تعيدها عشرا للخلف!!.
عندما نريد التطوير الحقيقي، وإبعاد التكتلات، والمجاملات ومنح الصافرة للحكم الأفضل، واختيار الأكفأ للمباريات، علينا أن نبعد الحكام عن إدارة لجنة الحكام، فالحكم السابق والمسئول الحالي ليس في النهاية إلا صديق سابق (يمون) عليه بعض الحكام، ويجامل بعض الحكام، وهو لا يريد أن يخسر الزملاء القدامى، وهذه طبيعة النفس البشرية، وهذه روح النقابة التي يتحدث عنها الإداريون في أدبياتهم، وهي الروح التي تؤدي في الغالب إلى فشل السياسة الإدارية، وتجعل المجاملات وعدم القدرة على اتخاذ قرارات قد تضر ببعض الأطراف تطغى عليها، وتسيطر على مفاصلها.
أيضاً... فإن كون الشخص حكماً ناجحاً -على افتراض ذلك- لا يعني أنه سيكون مسئولا ناجحاً، فالناس قدرات ومؤهلات، كما أن رئيس لجنة الحكام ليس بالضرورة أن يكون حكماً سابقاً، لأن مسؤوليته في النهاية هي رسم استراتيجيات اللجنة وخططها والعمل على تطويرها، أما الأشياء الفنية الخاصة بالتحكيم فهي مسؤولية نوابه أو من يراه أهلاً لهذه المهمة بحسب هيكل اللجنة التنظيمي لهذه العملية، وهنا لابد من التأكيد أن معظم من تولوا إدارة اللجنة من الحكام السابقين -لم يتول اللجنة أي شخص من خارج منظومة الحكام- لم يصيبوا قدراً وافراً من النجاح وغالباً كان الحل والتغيير هو نهايتهم على كرسي اللجنة.
في هذا الشأن يتذكر التاريخ الإداري في المملكة أن أحد أهم وأنجح من تولى حقيبة وزارة الصحة هو الدكتور غازي القصيبي -رحمه الله- مع أن القصيبي لم يكن طبيبا ولا ممارساً صحيا بل قانونيا حصل على كل شهاداته في هذا التخصص، لكن روح القيادة والقدرات الإدارية الخارقة لديه مكنته من تحقيق النجاح في كل المناصب التي تبوئها، وهذه التجربة موجودة في معظم القطاعات التي تبحث عن النجاح.
لجنة الحكام حاولت أن تنجح وبذلت كثيراً من أجل ذلك، وصارت تعقد اجتماعاً شهرياً مفتوحا لمناقشة أخطاء الحكام، وباتت أكثر انفتاحاً مع الإعلام، لكن الحقيقة تقول: إنها في النهاية لم تتقدم خطوة إضافية للأمام، وهذا أمر مؤلم لنا جميعاً كرياضيين، فالأخطاء داخل الميدان هي الأخطاء، والنادي المتضرر لن يستفيد من اعتراف اللجنة بأنه حرم من ضربة جزاء, أو من هدف شرعي، فالنقاط ذهبت، والحكم لم يعاقب ولا من يحزنون!!.
أعود إلى السطر الأول وأقول: لاحت بارقة أمل بتطور التحكيم السعودي، لكن الأخطاء التي وقع فيها مرعي عواجي في لقاء الشباب والنصر قضت على كل بارقة، والغريب هنا هو الصمت المطبق من رئيس اتحاد الكرة وأعضائه إزاء هذه الأخطاء، وأحد لا يدري هل هو صمت الرضا، أم صمت الرغبة في العمل والتخطيط وإنقاذ ما يمكن إنقاذه لتحكيم مترهل وصل الحديث عن تدني مستواه إلى خارج الحدود، وجعل معظم الأندية تشتكي وتحتج ضد أخطاء الحكام، كما جعل عددا من أكثر المدافعين عنه، والمطالبين بمنحه الثقة الكاملة يتراجعون ويطالبون بعودة الحكم الأجنبي من جديد في جميع المباريات التنافسية والهامة كما كان يحدث سابقاً.
مراحل ... مراحل
- التعليق في أسوأ مراحله هو الآخر... فهل تراجع القناة الرياضية حساباتها في هذا الجانب؟؟
- في وقت مبكر من وقت مباراة النصر ونجران قال المعلق: إن فريق نجران ليس لديه ما يخسره!! هذه الجملة تقال في مباريات تحصيل الحاصل... أما في مباراة خروج مغلوب فهي لا تختلف عن قول معلق آخر : النتيجة هي التعادل السلبي واحد واحد!!
- لا جديد في فرض بعض الأندية مطالب تعجيزية عندما يطلب الهلال أحد لاعبيها، وهي بالتأكيد لا تلام على ذلك حتى وإن كانت تصبح هينة لينة عندما يكون الطلب من ناد غير الهلال، والملام هي إدارات الهلال المتعاقبة التي لا تتعلم من الدروس، وواصلت التفريط بحقوق النادي رغم أنها في وقت سابق قد أكدت أن المعاملة ستكون بالمثل.
- كانت في الواير لس... والآن أصبحت ممكنة عن بعد ولو بالواتس أب أو عن طريق تغريدة!!
- ما نشاهده من بعض الأقلام التي تجاوز حاملوها الـ50 ليس إلا نتاجاً لحرمان السنين وضيم الأيام !!
- (يتبطح) في القنوات طوال الليل، ويكتب في كل صحيفة، ولا يخجل من القول: إن فريقه بلا (إعلام).. هل يريد مثلاً أن يقول: إنه ومن يشاركونه الميول (صفر على الشمال) بلا قيمة ولا تأثير.
- قرعة آسيا صعبة على الجميع... والأمر يحتاج إلى عمل جاد حتى تتحقق الطموحات، وإلا فلن نشاهد جديدا وستظل المشاركة السعودية مثل سابقتها.
- العمل الإداري في الهلال يحتاج إلى تطوير وتغيير ومراجعة سياسات، سواء على صعيد الفريق الكروي الأول، أو على الصعيد العام وهو إدارة النادي ككل.
- لا يوجد أغرب من بيان الدفاع عن رئيس الاتحاد الآسيوي السابق، إلا بيان الدفاع عن الحكام!!