تعليقاً على ما تم تداوله في صحفنا المحلية، ومنها «الجزيرة» وشاشات التلفزة العربية، عن مقطع يوتيوب أثار الكثير من الاستغراب في المجتمع، الذي تم تداوله مؤخراً حول الطفل النجعي في مدرسة «الهيجة» الابتدائية بمحافظة صبيا بجازان، والذي جعل الكثير يشعر بالحزن والألم..! أقول: أعجبني الطفل اليتيم وهو يتحدث بوضوح وبكل براءة وأدب جم، ينم عن تربية حسنة، وأن مديرية التربية والتعليم بمحافظة جازان أولت اهتمامها بالتحقيق والتحقق مما نشر وما تم تداوله. أخي المعلم، اجعل احترام الطالب لك بالحب والمعاملة الحسنة، وليس بالتهديد حتى يخافك ويظهر الاحترام لك خوفاً لا حباً، فالخوف شيء والاحترام شيء آخر، الخوف وقتي ولحظي، وينتهي بانتهائه، أما الاحترام فباقٍ، ويبقى إلى ما شاء ربك. عبوس الوجه وتقطيب الحاجبين، أو حمل العصا لاستخدامها بالضرب أينما حلت، ورفع نبرة الصوت.. كل تلك الأمور منفرات وطاردات لطالب العلم. كلنا مع فرض احترام التعليم حباً ورغبةً لا كرهاً وتهديداً..! ولا يمنع من اتخاذ إجراءات تأديبية بحق من لا يحترم بيئة العلم حسب الأنظمة والقوانين، مع الوضع في الاعتبار قياسات عدة لحال طالب العلم وما هي الدوافع وعمر الطالب وحالته الاجتماعية والأسرية والمادية.. كل تلك الأمور ينبغي وضعها عند تطبيق أي جزاء بحق من يخالف البيئة التعليمية.
فالتربية والتعليم جاءا مقرونين مع بعضهما؛ فيجب علينا أن نحسن زرع حُسن المعاملة؛ لتنعكس إيجاباً في التربية، ويتقبل العلم، ويستعد لاستيعابه وفهم محتواه وتطبيقه، فالتعليم يأتي بالترغيب وليس بالتهديد!