سعادة رئيس التحرير حفظه الله
إشارة لما نشرته الجزيرة بتاريخ 20 محرم 1435هـ تحت عنوان (اختبار القدرات العامة للبنين [القياس] يبدأ في سراة عبيدة)، أقول: الحقيقة أن موضوع القياس أصبح حديث الناس العامة والخاصة، الطالب وولي الأمر، والكل أو الأكثر يعرف أن ما يسمى بالقياس هو اختبار لتقييم قدرات الطالب أو الطالبة من أجل توجيهه الاتجاه الصحيح لمواصلة الدراسة الجامعية (حسب زعم الهيئة الخاصة به)، وهو إجباري من أجل القبول بالجامعات والكليات، فلا محب له، ولا حتى للمسؤولين عنه، وربما لا يوجد من يؤيده لا من الطلاب ولا من أولياء الأمور، بدليل أنه حتى اليوم لم أقرأ أو أسمع عمن يعلن الرضا عنه؛ لأن الكثير من الطلاب والطالبات وأولياء الأمور لم يحقق الطموحات لديهم ولا الرغبات ولا الهوايات، وهذا ليس رأيي وحدي، بل هو فرض على كثير من الطلاب فأصبح مخيفاً كالبعبع، فهذا الطالب أو الطالبة يجيد الرياضيات ويهوى الهندسة ولكن سلطة القياس تغير اتجاهه إلى فن آخر، ولا شك أن الاتجاه أو قل التوجيه إلى فن لا يهواه الطالب لن يحقق المطلوب أبداً، وإن حققه فسيكون بمستوى متدنٍ. وقد أصبح القياس سلطة نافذة، وأنا أقول ما دام أن الكثير والكثير من الطلاب وأولياء الأمور لا يحبذونه فلِمَ الاستمرار في تطبيقه، أو لِم لا يعدل بما يتناسب ورغبات الكل؟ والذي لا شك فيه أن حرمان الطالب من تحقيق هوايته أو رغبته خطأ فادح، والمفروض أن يكون التوجيه اختيارياً للطلاب بعد أن يُعطوا نتائج القياس لا إجبارياً، بمعنى أن يكون القياس كمن يقدم مشورة للطالب أو إنارة للطريق الذي يفضل أن يسلكه لمواصلة الدراسة فيما بعد. والأمر الثاني: لِمَ تفرض تلك الرسوم على الطلاب؟ ولِمَ يُحشر الطلاب والطالبات بأماكن مخصصة لتأدية الاختبار؟ لِمَ لا تكون اختباراتهم بمدارسهم أو بمجمعات قرب مدارسهم بإشراف الهيئة؟ فهل من العدل أن ابني أو ابنتي تدرس بحي الريان وتؤدي اختبار القياس بخشم العان؟ والأمر الثالث أن الأرقام والقوانين في مادة الرياضيات تدرس باللغة الإنجليزية، وفي اختبارات القياس تقدم باللغة العربية، والبعض من المقاسين لا يستطيع ترجمة بعض القوانين أو ربما الحروف إلى العربية، وإن استطاع فقد يرتبك فيخطئ خطأ قد يعرضه للرسوب، فلِمَ هذا الاتجاه العكسي؟ وعسى ألا يكون المراد إضعاف النتائج لدى طلاب العلمي ليعاد الاختبار فتستحصل الرسوم مرة أخرى، ولكني أحسن الظن حتى أرى أو أعرف خلاف ذلك.