في عدد «الجزيرة» الغراء المرقم 15025 الصادر في 13 محرم 1435هـ قرأت في صفحة الرأي مقالاً للدكتور عبدالله مناع بعنوان: (رد.. مع التحية.. على: «العكاظيون.. يتساءلون؟»).. يتحدث فيه الكاتب الكريم عن «سوق عكاظ» في عهده القديم والجديد، وأهميته لدى أمة العرب والمسلمين في تاريخهم القديم والحديث، ولست هنا بصدد التعليق على ما جاء في المقال عن السوق، فقد أجاد كاتبه فيه وأفاد، وفقه الله ولكنني جئت لأبدي ملاحظة متواضعة تتعلق بأحد بيتي الشاعر «امرئ القيس» اللذين جاء ذكرهما في ثنايا المقال، وهو البيت الثاني تحديداً، والذي أستميح الكاتب عذراً في إبدائي هذه الملاحظة في أمر لا يد له فيه، وقد يكون سببه «الخطأ الطباعي» الذي يحصل كثيرا في كتابة أبيات القصائد، كما أن تصحيح ما لحق بالبيت المذكور من خطأ عروضي غير مقصود هو من واجب القارئ ومسؤوليته، في نفس الوقت من أجل إنصاف الشاعر وتكريم الشعر، والبيتان هما:
بكى صاحبي لما رأى الدرب دونَه
وأيقن أنا لاحقانِ بقيصرا
فقلتُ له: لا تَبكِ عينُكَ....
إنما «نروم» مالكاً أو نموتَ فَنُعْذَرا
أما البيتُ الأول فصحيح في كلا شطريه، ولا غبار عليه، أما البيت الآخر فقد أصابه الخلل في كل شطريه، فاضطرب وزنه بسبب انتقال «إنما» من مكانها الصحيح في شطره الأول إلى بداية شطره الثانين ولكي يعود سالماً مُعافى لابد من إعادة «إنما» إلى مكانها فيه.
أما الشطر الثاني من البيت نفسه فغير موزون مع الفعل «تروم» ولابد من تغييره والإتيان بفعلِه الأصيل، وهو: «نحاول» فَيتَّزِنُ البيت في كلا شطريه، ويستريح «امرؤ القيس» في قبره، ويُنشدُ معنا:
بكى صاحبي لما رأى الدربَ دونهُ
وأيْقنَ أنا لاحقانِ بقيصرا
فقلت له: لا تَبْكِ عينُك إنما
نحاولُ ملكاً أو نموتَ فَنُعْذَرا
عِلماً، بأن هذين البيتين هما من قصيدة «امرئ القيس» التي مطلعها:
سَما لك شوقٌ بعدَما كان أقصرا
وحَلَّتْ سُلَيْمُى بَطْنَ قَوٍّ وعَرعَرا
وهي من «البحر الطويل» فشكراً لـ«الجزيرة»، وشكراً للدكتور مناع الذي أتاح لنا هذه الفرصة لنجتمع معاً على مائدة «امرئ القيس» الشعرية، ولو في غير «سوق عكاظ».. ودمتم.