تفاعلا مع ما كتبه الشيخ محمد بن ناصر العبودي لوجهات نظر بتاريخ 26-12-1434هـ وضمنه بعض الإضافات الموصولة بسيرة الوجيه حمد بن عبدالمحسن التويجري الذي ولاه الملك عبدالعزيز يرحمه الله مالية بريدة عام 1357هـ و كان بيته الكبير الذي بناه في الجهة الشمالية الشرقية من بريدة القديمة مقصدا للناس و بخاصة الوجهاء والأعيان، كما كان هو مقدما عند الناس يجلسونه في صدور المجالس كما يقدم الشيخ الكبير في بلدته أو عشيرته، إلى جانب ما له من المقام والمنزلة عند الملك عبدالعزيز ثم الملك سعود يرحمهما الله.
ويضيف الشيخ العبودي قائلا: ما علمت أن أحدا طلب من الشيخ التويجري المساعدة في شيء يقدر عليه إلا ساعده... الخ ، وأقول انه ليس لدي ما اضيفه على سيرة هذا الوجيه سوى موقف طريف ذكره لي صديقي يرحمه الله صالح العنيزان، انه ذهب مرة الى المالية لإحضار رواتب مستشفى الرس البالغة حوالي 13 ألف ريال وأن الشيخ حمد طلبه أن يتريث ويشرب الشاي فقلت إنني مستعجل ، فقال الشيخ حمد هذا ابو فلان سوف يحضره خلال خمس دقائق ، فنهض ابو فلان وهو رجل كبير السن يلبس ثوبا رثا ، نهض متثاقلا، ومرت حوالي 10 دقائق ولم يحضر الشاي ، فقام الشيخ حمد بنفسه ليرى سبب التأخير، فوجد ابو فلان يغسل الفناجيل وينشفها بطرف ثوبه -المقرف- وتظاهر الشيخ حمد انه لم ير شيئا حتى لا يحرجه ، وعاد إلى مكتبه ليخبرني فاستأذنت على الفور قبل مجيء الشاي فأذن لي، رحم الله الجميع.
ثم إنني اقول انه في كل زمان وفي كل تجمع سكاني، كبيراً كان أم صغيراً يوجد وجهاء وأعيان مقدمون عند الناس، وهم أنفسهم يقدرون الناس ويفتحون مجالسهم لاستقبالهم وقضاء حوائجهم التي لا تقضى الا بهم او بمساعدتهم ، وأذكر من وجهاء الرس الشيخ حمد منصور المالك، والشيخ صالح المطلق الحناكي ، وآخر من فقدناه من وجهاء الرس كان أمير الرس سابقا محمد بن عساف بن حسين العساف الذي كان من جملة من عزيناهم بفقده هم مرتادو مجلسه المفتوح بين المغرب والعشاء والذي تم إغلاقه برحيله ، كما عزينا بفقده المساجد التي يبنيها على نفقته أو بمسعى منه لدى محبي الخير، وعزينا بفقده الجمعيات الخيرية والإنسانية والدعوية التي يدعمها بماله الخاص وبالسعي لدى المتبرعين، وعزينا بفقده المحتاجين الذين يتوافدون عليه من داخل الرس وخارجها ويجود عليهم بما لديه من الصدقات على مدار العام، وبخاصة في رمضان، وأكثر من عزيناهم بفقده كان محافظ الرس الذي كان من أبرز أعيانها ومن كان يشرفها باستقبال وتكريم ضيوفها والاهتمام باحتياجاتها لدى كافة الجهات و بخاصة الجامعة المنتظرة.
رحم الله أعيان بلادنا وأسرنا وقبائلنا الذين لانعرف قدرهم الا بعد رحيلهم و عوضنا بوجهاء من أبنائهم وأحفادهم.