تعقيباً على ما ينشر في (الجزيرة) من مواضيع تتعلّق بتدريب وتأهيل الموظفين للعمل في القطاعين العام والخاص أقول: إن المنظمات الواعية كانت وما زالت تولي للتدريب أهمية بالغة باعتباره وسيلة فاعلة من وسائل تزويد العاملين بالمهارات الجديدة والأساليب الحديثة التي تساعدهم على أداء أعمالهم ومهامهم بجودة أفضل وكفاءة أعلى بهدف تقديم خدمات منافسة ترقى إلى رضى المستفيدين منها، وبالتالي المنظمات التي تطمح لتحسين مستوى كوادرها لتقديم خدمات أفضل هي التي تحرص على رفع ميزانية التدريب سنوياً وتنفذه لصالح منسوبيها وفق أسس ومعايير مهنية عالية تكفل الحصول على مخرجات تتناسب وحجم ذلك الانفاق.هناك العديد من البرامج التدريبية والتطويرية على مختلف المسارات والتي يستهدف كل منها مختلف المستويات الإدارية بدءا من القيادات العليا في المنظمة وصولاً إلى باقي المستويات، لكن ماذا عن تدريب الموظفين الجدد وأساليب تأهيلهم وتطوير قدراتهم داخل المنظمة؟
مما لا شك فيه أن هناك برامج تدريبية مناسبة بأن تُقدّم لصالح هذه الشريحة الجديدة في المنظمة بشرط أن يتم اختيار المناسب منها بواسطة ما نُسميه بـ(تحديد الاحتياجات التدريبية) وتتم هذه العملية باستخدام مجموعة أدوات يعرفها مسؤولو التدريب والتطوير الإداري والموارد البشرية لا يتسع المقام هنا للدخول في تفاصيلها، لكن ما يعنيني هنا هو طريقة هامة لتدريب الموظفين قد لا يستثمرها المديرون أو المسؤولون المباشرون عن هؤلاء الموظفين الجدد.
هناك مجموعة من الأساليب والطرق لتدريب الموظفين الجدد على رأس العمل قبل الحاقهم بأي دورة أو برنامج تدريبي ومن أهم هذه الأساليب هي التكليف المباشر بإنجاز مهمة رئيسية من مهام العمل أو جزء منها بإشراف مباشر من المدير المسؤول أو المساعدين له وذلك بعد توضيح كافة الخطوات لإنجاز هذه المهمة ، وهذه من أفضل الأساليب الفاعلة في تدريب الموظف الجديد والتي تمنحه جرعة كبيرة من المعلومات والمهارات التي يتعرف من خلالها على تفاصيل العمل ، ولكن نجاح هذا الأسلوب هو رهين لشخصية المدرب المباشر له (المدير أو مساعدوه) والذي عليه أن يتحلى بالصبر والحكمة والبصيرة وأن يمتلك طرق وأساليب التدريب والتشجيع والتحفيز.
إن اقحام الموظف الجديد في دوامة العمل وتكليفه المباشر بأداء مهام رئيسية بإشراف من سبقوه هو من أفضل الأساليب التي من المفترض استخدامها عند تدريب الموظفين الجدد على رأس العمل لما لهذا الأسلوب من فعالية كبيرة في انطلاقة سريعة له في عمله الجديد والذي يساعد - من جهة أخرى - في كشف بعض جوانب الخلل والقصور المهاري لديه والتي نعالجها من خلال الحاقه بالبرامج التدريبية والتي تُسهم في ردمها.