قرار حكيم قرار ملأ الآفاق بشرى، قرار سينقذ أسراً محتاجة، وسيؤدي إلى فك أسر البنات السعوديات اللائي أخذن الشهادات الجامعية المؤهلة للتدريس في تخصصات عديدة في مجال التعليم، وجلسن في منازل أهلهن إنها خطوة من الخطوات الموفقة بشأن سعودة قطاع التعليم سواء في المدارس الحكومية أو الأهلية، لأنه وللأسف قد مرت سنون عديدة على تعنت مالكي المدارس الخاصة برفضهم المستمر لسعودة مهنة التدريس، وأبدوا عدم التعاون مع ما وجه لهم من توجيهات، لذلك الشأن ولكن بعد إيفاد وزارة التربية والتعليم لمندوبيها من الموجهين الذين لوحوا بعقوبات على من لا يلتزم بقرارات السعودة لاح فجر جديد وتحققت آمال مجموعات من بنات الوطن اللائي يملكن التأهيل العلمي للتدريس في مختلف التخصصات وخلال الأسابيع الماضية بدأت المدارس الأهلية فعلا بإحلال الخريجات من بنات الوطن بدلا من الوافدات اللائي قضين سنين طويلة في ذلك المجال، شيء بديهي أن كل الأعمال سواء كانت حكومية أم أهلية محفوفة بالمنغصات لأن البنات السعوديات عندما استلمن أعمال التدريس قوبلن بعدم إنصات من الطالبات بسبب صغر سن المدرسات، وقوبلن أيضا بعدم احترام من أولياء أمور الطالبات حيث سارعوا بالتقدم لإدارات المدارس بالشكاوى الكيدية مدعين أن المدرسات الجدد غير قادرات على مهنة التدريس ويفقدن الخبرة في ذلك المجال من المؤكد أن رسالة التدريس من أنبل الأعمال، وما من شك بأن الوقوف أمام الطالبات له رهبة، وصغر سن المدرسات يقلل نسبياً من فرض سيطرة المدرسة على الطالبات، ومن خلال هذا الطرح أدعو أولياء أمور الطالبات بألا تغلب عليهم العاطفة وأن يحترموا أحاسيس المدرسات، ويكونوا خير عون لهن في محاولة استيعاب فكرة المسؤولين في التعليم بأن الوطن لا يمكن أن يخدم إلا بأبنائه من بنين وبنات، وأنه لا يمكن الاعتماد بصفة مستمرة على الوافدين خصوصا أنه- ولله الحمد- قد توفرت أجيال من الشابات يحملن أفضل الدرجات العلمية وهن أولى من الوافدين في الحصول على أعمال تحفظ لهن كرامتهن في مملكتنا الغالية، ومن واجب آباء الطالبات أن يكونوا خير سند وشركاء في التشجيع وتلقين البنات بأنه من الواجب احترام شقيقاتهن السعوديات، كما أن تعاون أولياء الأمور في حل الواجبات التي تعطى لبناتهم سيكون له مردود ايجابي في إعطاء فرصة وفسحة من الوقت لكي يثبت البنات السعوديات جدارتهن في التعليم، وأدعو أيضا الموجهات بأن عليهن التديد على إدارات المدارس بأن عليهم تقبل الواقع بتشجيع السعوديات ومحاولة إيجاد الحلول الايجابية للمشاكل التي تحدث بين المدرسة والطالبات لإعطاء المدرسات الإحساس الكامل بالقبول والاطمئنان والرضى لمزيد من الابداع في مهمتهن، وعلى المدرسات الرفع لإدارات مدارسهن عن أي نواقص لوسائل التعليم التي يحتجنها في أداء مهامهن. قبل أن أختم مقالتي هذه أود أن أوجه الشكر لمجموعة كبيرة من المدرسات اللائي بدأن أعمالهن بأفضل الأساليب التربوية الراقية عما أشيع بأنهن يقدمن الهدايا للطالبات ويحضرن بعض الأطعمة على حسابهن الخاص بغية خلق جو مفعم بالود بين المدرسة والطالبات بالرغم من تحمل الكلفة المادية لتلك الهدايا والأطعمة. عشمي وعشم كل مواطن أن تكون جميع الأعمال سواء في قطاع التعليم أو المجال الصحي تدار بأيدي أبناء وبنات الوطن، وأن نفرح جميعاً بأن ذلك الرقم الكبير لـ73000 ثلاثة وسبعين ألف وظيفة المشغولة بأجانب لدى وزارة الخدمة المدنية قد تم إحلال أبنائنا الخريجين بدلا منهم حفظ الله لهذه البلاد أمنها واستقرارها وبالله التوفيق.