الحمد لله على عظيم نَعمائه، حمداً يليق بجزيلِ آلائِه، والصلاة والسلام على سيّد أنبيائِه، وإمامِ أوليائه، نبيّنا محمد، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه أجمعين.. أما بعد:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
إن نِعمَ الله تعالى على عباده لا تعدّ، وآلاءَه لا تُحصى، ومن أعظمِ نِعمه علينا أن هدانا لدين الإسلام وجعلنا من أمة سيد الأنام، ومَنَّ علينا بالسُّكنى في مدينة هذا النبي الكريم محمد بن عبد الله عليه أزكى الصلاة والسلام، وأكرمنا بشرف خدمتها وخدمة أهلها الكرام.
وإنّ ما وصلت إليه المدينةُ المنورةُ، وما أكرمَ الله به أهلَها وزوّارَها من خدماتٍ جليلة، وإنجازاتٍ تنمويةٍ حقيقية، لم تكن لتكتملَ لولا فضلُ الله تعالى وحدَه، ثم توفيقُه لحكومة بلادِنا المُسدَّدة، بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملكِ عبدِ الله بنِ عبدِ العزيز - يحفظه الله -، الذي أولى المدينةَ وأهلَها فائقَ عنايتِه، يشهدُ لذلك زياراتُه التفقديّة المتوالية، وما وجّه به - حفظه الله - من مشروعات كبرى للمدينة المنورة، منذ تولى قيادة البلاد.
فشكَرَ الله لخادم الحرمين الشريفين هذه الجهود، والشكرُ كذلك لوليّ عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبد العزيز نائبِ رئيس مجلس الوزراء وزيرِ الدفاع على اهتمامه وعنايته بطيبة الطيبة وبكافة مناطق الوطن.
والشكرُ لنجلِه صاحبِ السمو الملكي الأمير فيصل بن سلمان بن عبد العزيز أمير منطقة المدينة المنورة على ما يبذله من جهودٍ بارزة في خدمة هذه البلدة الطيبة، ظهر أثرٌ كثيرٌ منها واضحاً بالرغم من حداثة تولّيه إمارتها، فالشكر الصادق له، ولسلَفِه صاحبِ السمو الملكي الأمير عبد العزيز بن ماجد بن عبد العزيز الذي ترك بصمة واضحة في تنمية طيبة، وحُبًّا صادقاً في قلوب أهلها.
ثمّ لقد أكرمني الله بفضله وعطائه بأن شرفني خادمُ الحرمين الشريفين بمهمة عظيمة ومسئولية كبيرة بأن حمَّلني مسئولية وأمانة إدارة الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة لأكثر من ست سنوات, تلك الجامعة التي لا تغيب عنها الشمس، والتي هي إحدى عطاءات حكومة المملكة العربية السعودية المباركة لتعليم أبناء المسلمين وخدمة الإسلام في شتى أنحاء المعمورة.
ولا شك أن خدمة هذه الجامعة وتلكم المدينة المباركة طيبة الطيبة وأهلِها شرفٌ لِمَن وُفّق لها، وليس لأحد في ذلك مِنّةٌ عليها ولا على أهلها، فهو يؤدّي واجباً ويحمل مسؤوليةً وأمانة.
فالحمدُ لله الذي بنعمته تتمّ الصالحات، والحمد لله الذي وفّق ويسّر وأعان وسدّد، والحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنّا لنهتدي لولا أن هدانا الله، والحمد لله أولاً وآخِراً، وظاهراً وباطناً.
ويشهد الله تعالى لقد اجتهدت والعون من الله في محاولة تحقيق أهداف الجامعة الإسلامية وتطوير عطائها امتداداً لجهود من سبقوني من كبار العلماء، تلك الجهود العظيمة والكبيرة.
وكنت حريصاً على خدمة المدينة وأهلها، وقد وجدت الدعم والمساندة والرعاية الكريم من لدن مقام خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز وسمو ولي عهده الأمين وسمو النائب الثاني، وكذا الاهتمام اللا محدود والعناية من صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن سلمان بن عبد العزيز أمير منطقة المدينة المنورة، ومن صاحبِ السمو الملكي الأمير عبد العزيز بن ماجد بن عبد العزيز إبان إمارته لطيبة الطيبة.
كما كان لوقفة أهل المدينة النبوية دورها الكبير في عوني، ولا أنسى جهود زملائي في الجامعة الإسلامية، مسؤولين وأساتذةً ومشايخَ وموظفينَ وطلاباً، الذين لم يبخلوا عليّ بجهد ولا رأيٍ ولا مشورة، وهم الجنودُ الحقيقيّون الذين تعتمدُ عليهم الجامعة بعد الله تعالى، في أداء رسالتها.
ولن أنسى أبداً زملائي في جمعية مكافحة السرطان بالمدينة المنورة، والمكتب التعاوني لتوعية الجاليات فقد كانوا مثالاً في تفانيهم وجهودهم وتعاونهم وكريم تعاملهم.
فالشكر بعد شكر الله لأهالي المدينة المنورة الذين كانوا وراء كل إنجاز لمدينتهم بتفاعلهم الإيجابي الدائم داعياً الله أن يجعل هذا في ميزان حسناتهم، وفي هذا المقام أجد الكلمات لا تُسعفني، ولا تُنجدُني العبارات، لأكافئَ أولئك الإخوةَ الكرام، الذين كانوا وراءَ هذا التكريم، فعَمَلُ أخيكم لم يكن سوى جُهدِ مُقِلّ، يؤدي واجباً من واجبات دينه، طاعةً لله ثم لولاة أمره، وخدمةً لوطنه، لكنّ نفوس الكرام ترى قليلَ العطاءِ كثيراً، وقلوبَ الأوفياء تحفظ الودّ، وتدوم على العَهد، وتكافئُ على اليسير بالجزيل.
وفي الختام أُبارك لمعالي مديرِ الجامعةِ الإسلامية الأستاذ الدكتور عبد الرحمن بن عبد الله السند وأهنّئه بثقة القيادة، وأسأل الله تعالى له العون والتوفيق والتسديد، وختاماً أسأل الله تعالى أن يجزيَكم عني خيرَ الجزاء، وأن يجعلَني عند حُسنِ الظن، وأن يسترَ زلاّتِنا، ويمحوَ عثراتِنا، والحمدُ لله رب العالمين.