تغطية - زيد السبيعي:
أجمع المشاركون في مؤتمر الحوار وأثره في الدفاع عن النبي صلى الله عليه وسلم، على أهمية استخدام الحوار في إيصال الحقيقة المجردة إلى العالم عن الرسول الكريم، لتجلية بعض المواقف والاعتقادات الخاطئة لدى الغرب عن هذه الشخصية العظيمة. وافتتحت صباح أمس فعاليات الجلسة الأولى للمؤتمر في مبنى المؤتمرات بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، والتي ترأسها معالي الشيخ الدكتور عبدالرحمن بن عبدالله السديس الرئيس العام لشئون الحرمين وأمام الحرم المكي.
وتحدث في بداية الجلسة الأستاذ الدكتور ميمون بن عبدالسلام باريش خلال مشاركته التي كانت بعنوان «أُسُس الوسطية والتسامح وتجلياتهما في الحوار النبوي «عن أن ما امتاز به الحوار النبوي الشريف من الخصائص الهامة ما هي إلا ثمرة ناضجة من ثمار قيامه على أسس متينة مدارها على مكارم الأخلاق وصالحها التي ما بُعث النبي صلى الله عليه وسلم إلاَّ لإتمامها وتمكينها، مبيناً أن المصطفى صلى الله عليه وسلم كان يحاور كبار المشركين بحثاً عن الحقيقة، مضيفاً: لم يكن نبينا الكريم في حواراته يقابل إساءاتهم بالمثل بل كان يقابلهم بالعفو والنصح ويعرض عمن لا يرجى خير من كلامه، كما لم يكن النبي صلى الله عليه وسلم ضعيف في حواره مع الخصوم أمام إغراءاتهم المادية وإن بلغت من القيمة ما بلغت، بل كان الثبات ديدنه والصبر سلاحه وتوجيهات السماء زاده ويحاورهم بأدب وخلق رفيع، وبما أوتي من الوحي أو ما استقر في صدره من الحكمة.
من جانبه، شدد الأستاذ الدكتور عبدالعزيز الهليل عميد كلية أصول الدين بجامعة الإمام خلال ورقته والتي جاءت بعنوان: «منهج الصحابة في الدفاع عن النبي صلى الله عليه وسلم» على أهمية أن نكون ملمين في أمر كل من نحاوره، لنستطيع أن نحاوره بالشكل الأمثل، مقتدين بذلك بالنبي صلى الله عليه وسلم، وتطرق إلى العديد من تجارب الصحابة رضوان الله عليهم في الدفاع عن النبي صلى الله عليه وسلم عن طريق الحوار.
في حين ذكر الأستاذ الدكتور محمد بن جبر الألفي في مشاركته التي حملت عنوان «شبهات حول الحرية الدينية في ضوء مبادئ القرآن الكريم والسنة النبوية» أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يقبل من مشركي العرب إلا الإسلام بعكس المشركين من خارج العرب، وهذا الموقف منطقي بسبب أن مشركي العرب أرادوا إزالة الإسلام.
أما الدكتور خالد الحامد قال في مشاركته التي كانت بعنوان «مبادئ للحوار مع المخالف للحق في ضوء مبادرة خادم الحرمين وتأصيلها من السنة النبوية» إن من المبادئ العامة للحوار مع المخالف للحق (الرحمة، والرفق)، وقد جاء فحوى هذه المبادئ في مبادرة خادم الحرمين الشريفين، وتم تأصيلها من السنة النبوية.
وطالب الدكتور محمد العقيل عميد كلية الشريعة بالأحساء في مشاركته التي بعنوان «استخدام الحوار عبر وسائل التواصل الاجتماعي للتعريف بالنبي صلى الله عليه وسلم» على ضرورة بيان معنى الحوار وآدابه ومبادئه وفنونه؛ لكي تنتشر ثقافة الحوار الصحيحة بين أفراد المجتمع، وخاصةً المبتعثين منهم لأنَّهم بمثابة الدعاة إلى دين الإسلام العظيم، متمنياً أنْ تُخِصِّص المدارس أنشطة وبرامج تعزِّز ثقافة الحوار بين أفراد المجتمع ومهارات ومحاذير استخدام وسائل التواصل الاجتماعي، بالإضافة إقامة حلقات نقاش للطلاب والطالبات في مراحل التعليم العام والجامعي، وكذلك تصحيح بعض المفاهيم المغلوطة لدى بعض المجتمعات بخصوص سيرة النبي صلى الله عليه وسلم وشريعته، وتخصيص حسابات حكومية وأهلية في هذا الجانب.
وذكر الشيخ بدر الحسن القاسمي في مشاركته «الحوار وأثره في الدفاع عن النبي صلى الله عليه وسلم» أن الحوار وسيلة حضارية لتبادل الأفكار وإقناع الآخرين بالفلسفات والأيدلوجيات، والإسلام لا يمانع من إجراء الحوار حول المعتقدات بل يطالب بإقامة الحجة والبرهان على صحة ما يعتقده الإنسان، والقرآن الكريم يقدم نماذج من الحوار بين الأنبياء وأقوامهم.