حائل - عبدالعزيز العيادة:
برعاية كريمة من الأمير مقرن بن عبد العزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء والمبعوث الخاص لخادم الحرمين الشريفين، وقعت جامعة حائل مع مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية، اتفاقية خاصة بالبرنامج الوطني لتوفير معلومات الجينوم البشري السعودي، والذي تشارك فيه عدد من الجهات العلمية المعتبرة في المملكة العربية السعودية، يتقدمها مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية، وزارة الصحة، مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث، الشؤون الصحية وزارة الحرس الوطني، جامعة الملك سعود، جامعة الملك عبدالعزيز، جامعة أم القرى، جامعة طيبة، جامعة الملك فيصل، إضافة إلى جامعة حائل.
وتعد الاتفاقيات التي وقعت اليوم مع عدد من الجهات العلمية في المملكة نقطة الانطلاق الحقيقية لمشروع المورّث (الجينوم) البشري للفرد السعودي، ويعنى بتحديد تتالي خريطة مورّثات المواطنين السعوديين، ويهدف المشروع بشكل مباشر إلى التعرف على الخريطة الوراثية للمجتمع السعودي وتوفير قاعدة بيانات وراثية يستفاد منها في المجال الطبي والتشخيصي لكثير من الأمراض الشائعة في المجتمع مثل أمراض القلب والأوعية الدموية والسكري والسرطان، ويتجاوز المشروع أهدافه العلمية والطبية إلى توفير المعلومات الجينية للمجتمع الطبي للاستفادة منها في تكييف العلاج ليناسب المريض فيما يسمى بالعلاج الشخصي.
من جانبه أبدى معالي مدير جامعة حائل الدكتور خليل بن ابراهيم البراهيم اعتزازه الكبير باختيار جامعة حائل للمشاركة في تأسيس هذا المشروع الوطني الكبير، مؤكداً أن مثل هذا المشروع سيكون له بالغ الأثر على الدخول إلى علوم الهندسة الوراثية البشرية من بابها الكبير، وسيضع المملكة في مصاف الدول المتقدمة علمياً في هذا المجال، مشيراً إلى أن جامعة حائل ستتشرف بأن تكون إحدى النهايات الطرفية المرتبطة بشكل مباشر بالمختبر المركزي الذي ستنشئه المملكة لهذا الغرض.
ورفع البراهيم أسمى آيات الشكر والامتنان لمقام خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين وسمو النائب الثاني على الدعم الكبير الذي تقدمه القيادة الرشيدة للبحث العلمي ومؤسساته المختلفة، ودفع بلادنا إلى مصاف الدول المتقدمة علمياً، ورفع مستوى الخدمات الصحية المقدمة للمواطنين.
وقد قامت مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية بتجهيز عدد من المراكز البحثية في عدد من القطاعات والمدن المختلفة لهذا المشروع، وذلك لنقل وتوطين هذه التقنية لشريحة كبيرة من العلماء والمختصين، إلى جانب تدريب عدد من الكفاءات الوطنية من الباحثين والباحثات.
ويتوقع أن يسهم هذا المشروع بشكل كبير في تحقيق أهداف الخطة الوطنية للعلوم والتقنية والابتكار التي اقرها المقام السامي سعياً في أن تتبوأ المملكة مركزاً مرموقاً عالمياً في مجال التقنيات التي حددتها الخطة وفي المجال الطبي على وجه الخصوص.
وكانت تجربة حديثة لفريق بحثي من مركز الملك عبد الله العالمي للأبحاث الطبية في الشؤون الصحية لوزارة الحرس الوطني، شملت تنفيذ مشروع خريطة الجينوم الوراثية لعدد من المواطنين السعوديين، بغية التعرف على الصفات والظواهر الوراثية الخاصة بالمجتمع السعودي، وهي أول خارطة ترسم صفات وخصائص العرب الوراثية على مستوى العالمين العربي والإسلامي، وأشار الفريق البحثي إلى أن المشروع بين تفاصيل نماذج التحورات والمتغيرات في الجينوم السعودي سواء كان ذلك على شكل زيادة أو نقصان في المحتوى الوراثي للأشخاص الذين تمت الدراسة عليهم، كما بين وجود علامات في خريطة الجينوم العربي تعود إلى أقدم القبائل التي عاشت خلال الفترة ما بين 170-150 ألف سنة قبل التاريخ ويرمز لها (L0a) وسجلت هذه العلامات في السلسلة الوراثية للميتوكندوريا بالمركز الوطني الأمريكي للمعلومات.