الجزيرة - عبدالله العثمان / تصوير - محمد الشديد:
أكد صاحب السمو الملكي الأمير خالد بن بندر بن عبد العزيز أمير منطقة الرياض أن منتدى الرياض الاقتصادي في دورته السادسة سيطرح قضايا القطاع الخاص، ومن يثم سيرفعها لخادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز - حفظه الله -، لافتاً إلى أن التوصيات سوف تطرح حلولا مناسبة لجميع ما يتعلق باحتياجات وهموم المواطن، لافتا في الوقت نفسه إلى أن مدينة الرياض تحظى باهتمام كبير من حكومة خادم الحرمين الشريفين بصفتها عاصمة ثقافية وسياسية واجتماعية واقتصادية.
جاء ذلك في كلمته خلال افتتاحه أمس نيابة عن خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز رئيس المجلس الاقتصادي الأعلى راعي المنتدى أعمال منتدى الرياض الاقتصادي في دورته السادسة التي أقيمت في فندق الريتز كارلتون بالرياض بحضور حشد كبير من الاقتصاديين وصناع القرار يتقدمهم أصحاب السمو الملكي الأمراء وأصحاب المعالي الوزراء ووكلاء الوزارات ذات الاختصاص ومحافظو المؤسسات والهيئات الحكومية وأعضاء مجلس الشورى ومديرو الجامعات والمعاهد العليا والأكاديميون من مختلف جامعات المملكة ومديرو العموم في الدولة ورؤساء مجالس الشركات وممثلو وأعضاء السلك الدبلوماسي المعتمدين وأعضاء مجالس إدارات الغرف التجارية الصناعية بالمملكة وممثلون لفعاليات اقتصادية خليجية وعربية وإسلامية ودولية، بالإضافة إلى نخبة من قطاع الأعمال السعودي من رجال وسيدات الأعمال ذات الاختصاص.
وقال الأمير خالد بن بندر: على بركة الله وبتوفيقه نفتتح الدورة السادسة لمنتدى الرياض الاقتصادي بتكليف من سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله سائلا المولى عز وجل أن يكلل أعمالكم وجهودكم بالتوفيق والسداد. وأضاف سموه: إن رعاية قائد الامة سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز رئيس المجلس الاقتصادي الأعلى حفظه الله لمنتدى الرياض الاقتصادي يجسد دعما كبيرا لأعماله وأنشطته منذ انطلاقته في دورته الأولى، كما يجسد دعم الدولة لمؤسسات القطاع الخاص وتفعيل دورها في المجتمع من أجل المساهمة في تحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية خاصة وأن المنتدى ينعقد في ظل نمو اقتصادي متسارع واكبه إصلاحات شاملة شهدتها المملكة العربية السعودية في العهد الزاهر الذي نعيشه الأن. كما يشرفني أن أنقل لكم تحية و تقدير سيدي خاد الحرمين الشريفين و سيدي ولي عهده الأمين و تمنياتهما للمنتدى بالنجاح و التوفيق.
ونوه الأمير خالد بن بندر في كلمته بأن ما يتميز به المنتدى هو المشاركة الواسعة من كافة أنحاء المملكة من رجال وسيدات أعمال و خبراء و أكاديميين و استشاريين وما تتسم به فعالياته بالطرح العلمي المحايد للقضايا و المشاكل الاقتصادية الوطنية والبحث في الحلول المناسبة لها، «وهذا ما جعل توصيات المنتدى في دوراته السابقة تلقى إهتماما كبيرا من لدن سيدي خادم الحرمين الشريفين حفظه الله الذي أحال بعضها للجهات الحكومية لإستفادة منها و أحال بعضها الأخر للمجلس الاقتصادي الاعلى لدراسة آليات تطبيقها على أرض الواقع». وأردف سموه: وبالنظر للقضايا التي اختارها القائمون على المنتدى لتكون مسار البحث والدراسة في هذه الدورة يلاحظ استمرار المنهج الموضوعي للمنتدى في اختيار القضايا الوطنية والاستراتيجية المهمة وتفرد أسلوبه في التحضير والإعداد لها، لذا فإننا نتطلع أن يسفر عن هذا المنتدى في دورته الحالية عن توصيات مثمرة وعملية تساهم في دفع عجلة اقتصادنا الوطني إلى الأمام بما ينعكس على الوطن ومواطنيه بالخير والرقي والتقدم. كما أشكر القائمين على المنتدى جهودهم في الاعداد و التنظيم ليظهر كأحد المرتكزات البحثية الاساسية لهذا الوطن و ذلك لأهمية المحاور التي تطرح في هذا المنتدى وليؤسس موقعا رئيسيا بين المنتديات الاقتصادية المهمة التي تقام في بلادنا الغالية ويدعم ذلك المشاركة الكبيرة و المتزايدة من المسؤولين في القطاعين العام والخاص و الشكر موصولا للشركات و المؤسسات الوطنية الراعية للمنتدى. وفي الختام لا يسعني إلا أن أرفع جزيل الشكر وعميق الامتنان لمقام سيدي خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين وسمو النائب الثاني يحفظهما الله على دعمهم المتواصل واهتمامهما بكل ما من شأنه أن يخدم هذا البلد ومواطنيه كما أتوجه بالشكر والتقدير إلى كافة الحضور و المشاركين الكرام أسأل الله لكم التوفيق وللوطن العزة والشموخ.
من جهته، نوه رئيس مجلس أمناء منتدى الرياض الاقتصادي المهندس سعد المعجل برعاية خادم الحرمين الشريفين للمنتدى، وقال إن هذه الرعاية تعد تكريما كبيرا وتشريفا عظيما، مشيرا إلى أن الرعاية تأتي تقديرا وتأكيدا لدور القطاع الخاص في مشاركة الدولة في تحمل أعباء النهضة الاقتصادية وتحقيق التنمية المستدامة للاقتصاد الوطني. وقال أن رعايته - حفظه الله - تمثل دعما مهما للشأن الاقتصادي، وأن قطاع الأعمال اعتاد من ملكنا المتابعة الدائمة لكل ما فيه صالح الاقتصاد الوطني، مؤكدا أن توجيهات مقامه السديدة الدائمة كانت محل تقدير واعتزاز قطاع الأعمال السعودي.
وقال رئيس مجلس الغرفة التجارية الصناعية بالرياض الدكتور عبدالرحمن الزامل بان منتدى الرياض الاقتصادي الذي تتبناه غرفة الرياض يمثل إحدى أدوات القطاع الخاص للمساهمة في تعزيز اقتصادنا الوطني، من خلال دوره كمؤسسة فكرية اقتصادية ترصد وتشخص معضلات الاقتصاد الوطني ومشكلاته الرئيسة، وتقترح وتصوغ الحلول الناجعة لها وتضعها أمام صانع القرار لاتخاذ ما يراه مناسباً منها سعياً لرفع كفاءة اقتصادنا الوطني ومواجهة التحديات الاقتصادية العالمية، وتعزيز الشراكة الفاعلة بين القطاعين العام والخاص، وبما يصب في قناة دعم هيكل الاقتصاد الوطني وتحسين آلياته للارتقاء والنهوض بالمجتمع وتحسين تقدمه وازدهاره. وأشار الى ان سمعة هذا المنتدى، جعلته يستقطب ألمع الباحثين والخبراء الاقتصاديين الذين يمحصون ويشخصون القضايا الاقتصادية الملحة ويناقشونها بحيادية وموضوعية تامة، ويطرحونها لتتبلور في صورة دراسات جادة ورصينة، تخلص إلى توصيات مهمة تعالج الكثير من مشكلات الاقتصاد الوطني، وإمعاناً في تعزيز رصانة ومصداقية المنتدى فقد اعتمد منهجية تقوم على إشراك أكبر عدد ممكن من رجال وسيدات الأعمال، والمهتمين والمعنيين بالشأن الاقتصادي، بتعاون وشراكة فعالة من المسئولين الحكوميين بهدف اكتمال الرؤية وضبط بوصلة المنتدى وتوجيهه الوجهة الصحيحة والنافعة، مشيرا الى أن المنتدى يواصل جهوده ليضيف حلقة من حلقات البحث والنقاش في دورته السادسة التي تتناول بفكر وعقول واعية ومنفتحة لكوكبة من الباحثين والمختصين، قضايا استراتيجية متنوعة تغطي ميادين اقتصادية وتنموية بالغة الأهمية للاقتصاد الوطني وللمواطنين، والأمل معقود أن تحظى من قبل الجميع بمناقشات جادة وتوصيات تخدم قضايا التنمية وهموم المواطنين.
من جانبه، رحب الأمين العام لمنتدى الرياض الاقتصادي الأستاذ الدكتور أحمد الشميمري بافتتاح الأمير خالد للمنتدى، مؤكدا أن تشريف سموه يعد دعما ومشجعا لجميع القائمين على المنتدى، لبذل المزيد من الجهد بما يعود بالنفع على الاقتصاد الوطني. وأشار الشميمري إلى أن المتابع للمشهد الاقتصادي يجزمُ أنّ منتدى الرياض الاقتصادي تعدى في خدماته رجالَ الأعمالِ و مؤسساتِ القطاعِ الخاصِ إلى خدمةِ الاقتصاد الوطني، مبينا أنه استطاع أن ينجحَ في الشراكةِ الفاعلة بينه وبين القطاع الحكومي ليصب فيِ خدمة قضايا التنميةِ والإصلاحِ الاقتصادي إيماناً منه بان المصلحة العليا للوطن يشترك فيها الجميع قطاعاً عاماً وخاصاً. وأكد أمين منتدى الرياض بأن المنتدى سيواصل أسلوبَه المنهجي والعلمي في طرحه لمشكلات الواقع الاقتصادي ومناقشةِ قضايا التنميةِ الاقتصادية والاجتماعية بنفس الشفافيةِ والمنهجيةِ التي تميز بها والتي ستقود إلى صدورِ توصياتٍ على نفس القدر من الأهميةِ بما يسهم في تعزيز آليات الاقتصاد الوطني، وتحسين مستوى كفاءةِ المواردِ الماديةِ والبشريةِ .
وتوقع خبراء ومختصون اقتصاديون أن تتوصل توصيات المنتدى وبخاصة دراسة الفساد الإداري والمالي: الواقع والآثار وسبل الحد منه إلى تو صيات محددة حول إصلاح الخلل الراهن ومحاولة الحد من الفساد وكشف طرقه وآلياته.