عاد زوج اليورو مقابل الدولار وزوج الجنيه الإسترليني مقابل الدولار؛ ليشكِّلا ثنائياً رائعاً في الارتفاعات الأخيرة التي ذهبت باليورو إلى مستويات فوق 1.37 والباوند إلى 1.64، وذلك بفضل قرارات البنوك المركزية لسعر الفائدة على اليورو، وأيضاً بالنسبة للجنيه الإسترليني، وخصوصاً بعد مجيء مارك كارني من بنك كندا على رأس بنك إنجلترا وصعوده في الأشهر الستة الأخيرة بحدود 1500 نقطة من مناطق 1.4880 إلى ما فوق 1.64 التي هي أعلى مستوى له منذ بداية العام، تخللها رحيل السير ميرفن كينج الحاكم السابق للبنك الذي امتدت ولايته على مدى 10 سنوات.
ويحاول الزوج إذا بقي أداؤه على هذه الحالة أن يغلق في أعلى مستوى سنوي، ويعني ذلك شمعة سنوية «ماروبوزو»، التي تعني بمصطلح الشموع اليابانية أن سعر الإغلاق هو أعلى سعر في نهاية الشمعة. ويتمتع الجنيه الإسترليني بأقوى أداء بين كل العملات حالياً، وخصوصاً بعد تعملق زوج الإسترليني/ ين ووصوله إلى حدود 170.
نعود إلى زوج اليورو مقابل الدولار، الذي عدا ظهور ماريو دراجي في كل مرة مدافعاً عن منطقة اليورو فتلقى دعماً أيضاً من الولايات المتحدة بطريقة غير مباشرة، مع الضعف الذي لقيه الدولار في الأسابيع الأخيرة، بعد فترة من ارتداده، وبدا ذلك واضحاً مع وصول مؤشر الدولار الذي يقيس قوة وأداء الدولار أمام 6 عملات رئيسية في العالم، تدخل في مؤشر الدولار (DXY)، هي (اليورو، والين الياباني، والدولار الكندي، والجنيه الإسترليني، والكرونة السويدية، والفرنك السويسري). إذن، وصول مؤشر الدولار إلى مناطق قريبة من 84، وبالتحديد إلى 84.75، قبل أن يتراجع في الفترة الأخيرة ويكسر مستويات 80، ويعود الآن إلى التداول عند 80.22، فمثلث (الدولار / اليورو / الجنيه الإسترليني) تجمعت عليه عوامل أوروبية، كقرارات بنوك مركزية من منطقة اليورو أو من بنك إنجلترا وغيرها، أو من الولايات المتحدة، سواء كان من تقرير الوظائف أو نسبة البطالة أو برنامج التيسير الكمي والناتج المحلي الإجمالي. كل ذلك أدى إلى عودة التناسق في الحركة بين العملتين، فاليورو يحاول أن يتماسك فوق 1.37، وهي أعلى المستويات منذ شهر، ولكن الأهم هو البقاء في هذه المنطقة قبل نهاية السنة، والإسترليني بدوره تعتبر منطقة 1.64 مهمة بالنسبة إليه. وأخيراً، من المهم أن نلقي الضوء على الزوج الذي يجمع العملتين، وهو اليورو مقابل الجنيه الإسترليني. وبما أن أداء الإسترليني كان الأقوى بين كل العملات في الفترة الأخيرة، كما ذكرنا، فمن الطبيعي أن يشهد الزوج تراجعات رغم أن أداء اليورو كان أيضاً رائعاً. ويتبين ذلك من تراجعات الزوج في الأشهرالـ 5 الأخيرة بحدود 525 نقطة من مستويات 87.75 إلى 82.40، قبل أن يعود الزوج ويرتفع إلى حدود 83.75، ويقلص بعضاً من تلك التراجعات.