(حليب خلفات) سبيل!

كيف ينظر إلينا العالم من الناحية المادية؟!

لنبدأ بإخواننا العرب ولننظر إلى المهرج الكبير (توفيق عكاشة) الذي يُعرف في أساطيره الفضائية (الفقر) في الدول الخليجية بأنه نسبي نتيجة الدخل المرتفع للمواطنين، فالفقير من يركب سيارة مرسيدس 2010م، أو من لا يملك (ما عندوش) غير سيارة (بي أم دبليو) موديل 2005م!

الرجل يقول إن الخليجيين الواحد منهم عنده (خمس، ست) عربيات تحت البيت موديل 2013 م، ويدعو المشاهدين إلى معرفة الفقير الخليجي من خلال هاتفه الخليوي، لأنه من يملك هاتف موبايل (عدا على موديله سنة واحدة بس) ده بيقول عليه فقير في الخليج (على ذمة عكاشة)؟!

بل إنه يقول (الفقير أوي) في الدول دي هو اللي بيمتلك سيارة (سيدان ياباني) موديل 2012م!

طبعاً هذا رأي الحقير (عكوش) أبو سبع (قروش) وهو من أسباب غضب الناس علينا واتهامنا (زوراً وبهتاناً) بأننا نبذّر المال يميناً وشمالاً، وفي ذلك تفسير للنظرة الخاطئة عنّا في الدول العربية، فالكل ينظر إليك على أنك بنك متحرّك يرمي دولارات، ولديك حنفيه نفط؟!

ولا أعرف ما هو تعليق السيد (13-13-2013م) - وهي بالمناسبة أكبر كذبة في تاريخ الإعلام العربي - عندما يعلم أن مواطناً خليجياً افتتح يوم أمس (براد سبيل) في شارع منزله (للمارة) ليس ليشربوا الماء مجاناً لوجه الله؟! بل ليشربوا (حليب النياق) الطازج يومياً من إبله إلى البراد، حيث بدأ المارة يتسابقون على (ماسورة الحليب) ليملؤوا زجاجاتهم بحليب الخلفات!

بكل تأكيد سيقول انظروا هؤلاء (فقراء الخليج) يشربون حليب (الخلفات) في الشارع من (الحنفيات)! مش قلت لكم (دول ناس أغنياء)!

حتى في تبرعاتنا لا نترك (الهياط)!

إذا كانت هذه نظرة أحد المُنظّرين أو قل (المُخرّفين) العرب؟! فكيف نلوم العالم الآخر؟!

مشكلة الخليجي الأبدية، أنه سيدفع (ثمن) هياط خليجي آخر، حتى لو لم يطق (حليب الخلفات)!

وعلى دروب الخير نلتقي.