تابعت حالات الإنقاذ والإسعاف التي قام بها البعض أثناء هطول الأمطار الأخيرة، وأقول قد يتعرّض البعض لحالات حرجة تتطلب ممن حولهم ضرورة الإلمام بأبسط قواعد الإسعافات الأولية التي تعتبر طوق النجاة تجنبهم العديد من المخاطر سواء داخل أو خارج المنزل وفي مختلف المواقع والمواقف التي تمر على الإنسان في حياته اليومية فقد يتعرض لحادث مروري يتطلب سرعة التدخل أو إجراء الحركات الإسعافية العاجلة فإن كان لا يعرف فقد يقف حائراً ولا يعرف كيف يتصرّف لحين وصول سيارة الإسعاف التي قد يطول انتظارها.
إن الإلمام وتعلّم بعض مبادئ الإسعافات الأولية أمر ضروري للجميع كونها علماً ومعلومة قد يغفل عن أهميتها الكثير من الناس رغم أهميتها ففي تلك اللحظات الحرجة حينما يتعرّض شخص لأي إصابة أو غرق أو حريق أو حتى نوبة قلبية مفاجئة في أماكن بعيدة عن المدن أو المراكز الطبية والإسعافية لا بد من التدخل العاجل لإنقاذ ما يمكن إنقاذه، فالثواني معدودة فمن هذا المنطلق برزت الحاجة الماسة لتعلم الإسعافات الأولية لكل إنسان، ويؤكّد الأطباء وأخصائي الطوارئ بأن الإسعافات الأولية تعتمد بالدرجة الأولى على المهارات البشرية ومن ثم الأجهزة والأدوات الطبية كدرجة تالية، ولهذا لا بد على من يقوم بالإسعاف الأولي أن يكون على دراية تامة وإلمام واسع بكيفية التعامل مع الوضع ويحسن تقديم العناية الفورية للأشخاص الذين يعانون من إصابات أو أمراض مفاجئة ولكن للأسف لا يوجد لدينا اهتمام وحرص على تعلّم مبادئ الإسعافات كما ينبغي على الرغم من أهميتها الكبرى في حياتنا اليومية كما في بعض دول العالم المتقدّمة إلى درجة قيامهم بإدراج مادة علم الإسعافات الأولية ضمن المناهج الأساسية في التعليم العام، بل لا يمكن لأي شخص الحصول على رخصة السياقة بدون الدراسة والتدريب العملي على الإسعافات الأولية كونها مرتبطة بحوادث المرور وحدوث الحرائق، كما أنها تعني الفارق بين الحياة والموت والإصابة المؤقتة والإصابة الدائمة وبين الشفاء السريع والعلاج الطويل، وكم من شخص قدر له الحياة بوجود شخص ملم بالإسعاف الأولي وكم من آخر قدرت له الوفاة بوجود شخص يجهل مبادئ الإسعافات الأولية بعد مشيئة الله.