مِصْرُ نَادَتْ بِشَعْبِهَا إِيْهِ مُرْسِي
لَيْسَ يُجْدِي الإخْوَانَ فَيْضُ التَّأَسِّي
آهِ مُرْسِي تَصَاعَدَتْ بِأَنِيْنٍ
هَدَّ أَهْرَامَ مِصْرَ صَوتاً بِرَفْسِ
خِلْتَهَا قَدْ أَتَتْ إِلَيْكَ انْقِيَاداً
تَتَسَامَى خِلافَةً فَوقَ كُرْسِي
حِيْنَ قَالُوا بِمِصْرَ أَنْتَ عَزَيْزٌ
كَشَبِيْهٍ لِيُوسُفٍ وَيْحَ نَفْسِي
كُنْتَ فِي طُرَّةٍ سَجِيْناً لِحُسْنِي
فَإِذَا طُرَّةٌ لَه دَارُ حَبْسِ
كَيْفَ أَضْحَيْتَ فِي الكِنَانَةِ رَأْساً
سَنَةً ثُمَّ هَكَذَا أَنْتَ تُمْسِي؟
إِنَّه مُرْشِدُ الجَمَاعَةِ مَهْدِي
عَاكِفٌ عَاجَ بالمَسَارِ بِهَمْسِ
لَمْ يَدعْ لِلسِّيَاسَةِ الأَمْسَ مَعْنَىً
فَإِذَا مِصْرُ مِنْكُمَا فَيْضُ نَحْسِ
أَخْوَنَاهَا مَعاً فَخَانَا بِخُبْثٍ
نَاخِباً كَيْفَ سُلْطَةُ الحُكْمِ تُنْسِي؟
هَمَّشَا الثَّائِرينَ شَعْباً وَحِزْباً
وَعَلَى الدِّسْتُورِ اسْتَدَارَا بِنُكْسِ
إِنَّ أَحْدَاثَ مِصْرَ قَدْ وَافَقَتْنِي
فِي مَقالٍ ضَمَّنْتُه الأَمْسَ حَدْسِي
جَرِّبُوا المُسْلِمِيْنَ إِخْوَانَ مِصْرٍ
سَنَةً وَلْيُجَرِّبُوا حُكْمَ مُرْسِي
عِنْدَهَا يَسْتَبِيْنُ مَا كُنْتُ أَخْشَى
فِي مَقَالِي وَلْتَذْكُرُوا مِنْه دَرْسِي
أَفْسَدُوا ثَوْرَةَ الكِنَانَةِ فَانْظُرْ
مَا جَرَى بَعْدَهُمْ بِأَحْدَاثِ أَمْسِ
إِنَّ سَيْنَاءَ وَاقِعٌ حِيْكَ دَوراً
مِنْ حَمَاسٍ وَقْعاً بِتَدْبِيْرِ فُرْسِ
سَدُّ أَثْيُوبِيَا سَيَكْشِفُ أَيْضاً
خُطَّةً إِسْرَائِيْليَّةً دُونَ لَبْسِ
إِنَّ إِخْوَانَ مِصْرَ قَدْ أَمَّلُوهَا
بَيْنَ ضَغْطٍ عَلَى الخَلِيْجِ وَبَأْسِ
فَاسْتَمَدُّوا إِخْوَانَهُم بِخَلِيْجٍ
عَرَبِيٍّ مِن الرِّيَالِ وَفِلْسِ
فَشِلُوا فِي إِدَارَة لاقْتِصَادٍ
أَخْفَقَ الأَمْنُ فِي مَيَادِيْنَ رَمْسِي
فَتَدَاعَى عَلَى الكِنَانَةِ جُنْدٌ
لِجِهَادٍ فَلْتَسْأَلُوا عَيْنَ شَمْسِ
حَيْثُ آمَالُنَا بِمِصْرَ اسْتَكَانَتْ
لِصِرَاعٍ مُمَزِّقٍ وَلِبُؤْسِ
لِفِلِسْطِيْنَ قِيْلَ كَانَتْ طَرِيْقاً
نَحْوَ تَحْرِيْرِهَا لِحَيْفَا وَقُدْسِ
لا تَلُمْنِي إِذَا بَكَيْتُ عَلَيْهَا
شَاعِراً بِالأَسَى ولَيْسَ التَّأَسِّي
الأَمَانِي كَبِيْرَةٌ وَشُعُورِي
زَادَهَا رُؤْيَةً لِيَحْفِزَ حِسِّي
غَيْرَ أَنِّي مِمَّا بِهَا أَتَلَظَّى
وَأُعَانِي مِمَّا تُدَارِيْه نَفْسِي
إِيْهِ إِخْوَانَ مِصْرَ مَاذَا فَعَلْتُمْ
فِي خَلِيْجِي وَمِصْرَ فِي حُكْمِ مُرْسِي؟