نعيش في زمان تتسارع فيه التكنولوجيا عقرب الثواني، فبين الفينة والأخرى تلد لنا هذه التكنولوجيا (بدعة) جديدة..
التكنولوجيا هي نتاج العقل البشري فمتى كانت هنالك بشرية كانت هنالك تكنولوجيا، وعلى سبيل المثال، في قديم الزمان كانت العجلة الخشبية تعد تكنولوجيا واليوم الجوال يعد كذلك. التكنولوجيا مرتبطة بالعقل البشري دائماً من حيث فكرة وجودها وأيضاً طريقة بقائها. وترتبط بالمجتمع. فتعكس مدى تطور عقلية المجتمع من حيث آليته في استخدامها وتقنينه لوجودها في حياته واستغلاله لفكرة عملها، (فقل لي كيف تسخر التكنولوجيا أقول لك أي إلى أي تطور وصلت إليه أنت).
وما أود الوصول إليه اليوم هو حال للتكنولوجيا هل هي تغزونا أو بمعنى أصح (نحن نغزوها)، فلا أدري العيب فينا أم في التكنولوجيا، فنحن (بدون تعميم) نموذج سيئ لتقنين التكنولوجيا في حياتنا، فلا نعترف بالحدود ولا وجود للمنطق في ما يختص برغبتنا الهائجة تجاه استخدام رموز التطور، من جوال وأجهزة لوحية ومواقع التواصل الاجتماعية وغير ذلك من تطورات دخيلة علينا. فرحنا نحمل الأجهزة جميعاً باختلاف أعمارنا، ونمسك بنفس الأجهزة باختلاف حاجاتنا ونزور نفس المواقع بتنافر ميولنا، المهم أن نواكب التطور الجماعي من هذه الناحية.. فالكل قام بذلك (جات علينا) إذا مع الخيل يا شقرا......
وأصبح الأمر حائراً محيراً، المهم في الأمر هو أن برامج التواصل الاجتماعي هي أوسع وأكبر ساحة تجمع للأمم والشعوب...حقيقة الواعية منها و(الهائمة)، وأتوقّع أن الواتس اب هو أكثر هذه الشبكات ووسائل الاتصال والتواصل نجاحاً، لا أعلم إن كان البي بي قد تغلب عليه (خصوصاً بعد فترة فك الحظر والحصار) ولكن هو أكبر ساحة أيضاً تعكس مدى تأخر ورجعية فئة أو شريحة كبيرة من المجتمع، وعلى جميع الأصعدة الفكرية والاتجاهات الدينية والدنيوية المختلفة، يمكننا أن نلمس الرجعية الفكرية بشتى الطرق (رسائل مضللة، قصص خرافية، أحداث منافية للمنطق، أحاديث مغلوطة، نكت غرضها التقليل من شأن الفرد، أخبار ملفقة، و و و......) والكثير من الرسائل المؤسفة... باتت بأيدينا تكنولوجيا غير مقننة، وبأيدي أبنائنا وبأيدينا وأيدي كبارنا....
لا يهم ما نرسله المهم أن نرسل ولا يهم ما نقرأه المهم أن نقرأ ونصدق.... بات الأمر مزعجاً وعندما نراه ونعايشه ونستقبله على شاشات جوالاتنا يصبح أكثر إزعاجاً....ولكن مهما قلنا ومهما عدنا المهم أن يكون الجميع مثل بعض..
وبالأخير (نشتكي وندعي) ونقول إن هنالك أصابع خفية... وراء ضعفنا وتأخرنا!!
لقد اختفت تلك الأصابع مع براعة أصابعنا.