على خلود الذكريات أياديهم بيضاء رغم الرحيل,,
يعملون الخير بصمت, يصنعون المعروف بسكينة, يسعون بكل محبة لزرع بسمة على شفاه مكلوم, أرملة دعت ربها أن يجزيهم خيراً, يتيم ينتظر سداد الدين لهم عند صاحب الشفاعة, كثيرة كبيرة هذه الأوصاف لهؤلاء البشر المصنفين في زمن صعب أنهم من أهل الخير، وأنهم يمثلون بقية من إنسانية, هؤلاء من شاء القدر لهم أن يكونوا من أصحاب اليمين, أصحاب الأيادي البيضاء.
فئة من البشر حباهم الله بمحبة عمل الخير, منهم لا نسمع عنهم إلا بعد رحيلهم, تخلدهم بيننا نواياهم الطيبة التي عاشوا بها حين كانوا هنا, ما فعلوه وصنعوه يضرب معهم موعدا بالرحيل إليهم كل ثانية من عمر البشرية, كم هي محبة الله التي أقدرتهم على صنعها في حياتهم, كم هي محبة الله التي أقدرت من خلفهم على صنعها من أجلهم, كم هي صعبة الكلمات على السطور لتعطي الوصف حقه, كم هي مشاعرنا التي نحبهم في الله بها بين السطور.
رحم الله الشيخ أحمد سعيد بقشان زوجها الذي قضى نحبه وهو يخدم الجميع ويساعد المحتاج وأطال الله في عمر الشيخ المهندس عبد الله بقشان صاحب الأيادي البيضاء ورجل المواقف.
لروح خديجة بالبيد سلام, ألهمتني أياديها البيضاء كثيرا على التشجع لصنع الخير, أكرمها الله في حياتها فصنعت الخيركثيرا لمن يحتاجه, حين رحلت روحها إلى خالقها، أياد كثيرة رفعت تدعو لها بالرحمة, عيون كثيرة بكتها, قلوب كثيرة حزنت على فراقها, من يحصيهم؟؟ من يعرفهم؟؟ هذه هي أقدارهم بعد الرحيل.. تخلد ذكراهم بصمت لا يسمعه إلا السميع العليم.
محبة من يرحلون تؤجج كثيرا مشاعر في من يتلمس فراشهم ليلة الرحيل, الأزواج والأولاد والأحفاد, هي رحمة الله ومحبته للكرماء أصاحب الأيادي البيضاء أن حتى بعد رحيلكم سنخلف بكم من يسير على نهجكم, ستبقون وإن رحلتم على صفحات الأيام, لو برشة ملح على طعام بسيط اذكروهم, حافظوا على بسمات الفرح التي كانوا يرسموها على الشفاه الصامتة, اضربوا بهم المثل الأجمل الذي يحتذى به, فكم من رواية عنهم ستلهم غيرهم ممن لم يركبوا قطار الرحيل بعد.
بروحك أمي خديجة أخاطب الأحياء اليوم, كبيرة فرحة شمالك حين تعلم ما قدمت يمينك, بعيدة هي الخطوات التي سعت بها قدماك خيرا, ستفرحين أماه بمن سينيرون ظلمات البيت تحت التراب, هل تنتظرين ونيس صنيعهم بعدك, أماه لن يطول الانتظار, من آلمهم الفراغ ليلة رحيلك لن ينسوك أبدا.
كيف أنهي كلماتي الآن وقد بدأت حروفها تشتاق إلى أخبار الخير من زمن الخير..
سأرفع القلم وأكمل الكتابة على ذاتي, فهناك بين السطور صمت أعشقه. رب ولد لأم لم يلده بطنها