تعتبر المسابقات رافداً للحراك التشكيلي وعاملاً محفزاً للفنان التشكيلي لمزيد من العطاء والإنجاز فالمسابقات بشكل عام تهدف إلى إزكاء روح المنافسة في أي مجال يقبل التنافس وفق معايير تقييم متفق عليها وتكون واضحة ومعلنة، ويقوم عليها أهل الخبرة من التخصص تنظيماً وتحكيماً، وعند الحديث عن المسابقات التشكيلية المحلية نرى أنها تعرضت لحالات من الانتشار والانحصار فظهرت مسابقات واندثرت أخرى، وعدم الاستمرار والاستقرار الذي تعاني منه المسابقات المحلية يعود للعديد من الأسباب ولعل من أهمها:
- ارتباط المسابقات في تأسيسها واستمرارها بأشخاص ومسئولين وتزول المسابقة بغياب المسئول.
- غياب العمل المؤسساتي عن المسابقات التشكيلية وفردية العمل فيها.
- قلة الدعم المادي وعدم استمراره.
- ضعف الأصوات المطالبة باستمرار المسابقات التشكيلية في حال توقفها.
- غياب المنهجية العلمية في تأسيس الكثير من المسابقات.
ولعل هذه الأسباب وغيرها غيبت العديد من المسابقات التي قدمت الكثير من الدعم والحراك الثقافي والفني للساحة التشكيلية، وبالنظر للمسابقات التشكيلية من زاوية أخرى والتي يعاني فيها المنظم الحريص على المسابقة وجودتها ومصداقيتها يعاني في آلية التحكيم وفي اختيار المحكمين والتي تنعكس إيجاباً أو سلباً على نتائج المسابقة وتحقيق أهدافها، أما إذا انحرف المسار لدى المنظم أو لجنة التحكيم أو آلية التحكيم والمشاركة فإن المسابقات التشكيلية تصبح وبالاً ومصدر تعطيل على الساحة التشكيلية وآثارها السلبية كثيرة وهو الذي أفرز ما يعرف بصائدي الجوائز وإن كنت لا أتفق كثيراً مع هذا المصطلح إلا أن عشوائية بعض المسابقات حطم كثيراً من الفنانين الحقيقيين وأظهر أشباه المواهب، فإذا تجاوزنا فردية وذاتية لجان التحكيم وهي نسبة طبيعية في العمل البشري يمكن التغلب عليها بدقة المعايير ووضوح الآلية فإن نسبة الدقة والمصداقية في المسابقات تكون عالية ولكن يبقى الحكم نسبياً ويخضع لشخصية المحكمين ولو اختلفت لجنة التحكيم حتماً لاختلفت النتيجة ما لم يكن هناك دقة في المعايير والآليات وتوحيد لجميع الظروف المحيطة لعملية التحكيم، ولكن المؤذي والمخزي في بعض المسابقات التي ظهرت في الساحة التشكيلية المحلية هو عدم المصداقية والمحاباة التي وصلت لأن يتصل المنظم -في إحدى المسابقات التي أقيمت قبل أشهر - على عدد من الفنانين ليشاركوا في المسابقة ويضمن لهم الفوز بمراكز متقدمة وبالفعل ظهرت النتائج وكانت المراكز المتقدمة من نصيبهم، وهو ما ترك علامة استفهام كبيرة تصطدم بأخرى أكبر في مسابقة نعيش تفاصيلها هذه الأيام لإحدى مراكز الفنون التشكيلية بجدة حيث أظهرت قائمة أسماء الفائزين بالمراكز المتقدمة في هذه المسابقة اسم فنان لم يكن من المشاركين الذين اجتازوا الفرز الأولي ولكن اسمه حضر في مركز متقدم من الجائزة وهذا ما أفقد المسابقات بريقها وجعلها معول هدم وتحطيم للساحة التشكيلية المحلية.