قرأت في عدد (الجزيرة) رقم 15035 في 23-1-1435هـ ما كتبته الأستاذة أمل بنت فهد تحت عنوان (نظلوني أم حسدوني) والذي قالت في آخره (وهذا المجهول الغامض الشرير لماذا يختار أناساً دون غيرهم ليدمرهم وما هي الكيفية التي يخضع لها اختياره.
هذا العدو المتخفي من رآه أو لمسه ويملك حقيقته، شكله، لونه، جسده، قبل أن يسوق له ليخبرنا عنه). وتعليقاً عليه أقول إن الواقعين تحت تأثير ثقافة الخرافات والأوهام والخزعبلات المهيمنة على كامل حياتهم يجيدون البحث عن مسوغات ومبررات ليثبتوا بها ما يعتقدونه من تأثير العين والسحر والجن على حياة الإنسان المهيأ لتقبل مثل هذه الخرافات والخزعبلات والشعوذات. فمثلاً يقولون إن العين لا تصيب الأغنياء ولا ممتلكاتهم ولكنها تصيب الفقراء ومتوسطي الحال وممتلكاتهم! ويقولون إن العين تصيب الصديق ولا تصيب العدو! ويقولون إن السحر والعين والجن تصيب الجسد المكشوف المهيأ، أما الجسد المحصن فلا تصيبه! وهذا من حيلهم وشعوذاتهم المهيمنة على عقول البسطاء والسذّج من الناس، وهذا ما يجعل هذه المجهولات تختار أناساً دون غيرهم لتدمرهم بالوهم والوسوسة والخوف من تأثيراتها الوهمية عليهم، ولهذا فهم يتشآمون من سوانح الطير وبوارجها ومن تصبحهم برؤية كريم العين ويتوقّون العين حسب زعمهم بتعليق التمائم والأحذية المقلوبة وإن اختفت هذه السلوكيات بسبب معطيات العصر إلا أن تأثيراتها على بعض الناس ما زالت قائمة هذه هي عقليات المتعلقين بالأوهام والمطلين على القرون الوسطى من نوافذ السحر والعين والجن.