إشارة لما نشرته الجزيرة يوم 20-11-2013م تحت عنوان (تقاعد المرأة من منظور اجتماعي) بقلم مندل القباع تحدث فيه عن ضرورة تقاعد المرأة العاملة في وقت مبكر لعدة أمور تحتمها ظروف اليوم قبل الغد إذ هي كالزهرة تتفتح شيئاً فشيئاً حتى تصبح جالبة للنحل لما تفوح به من روائح زكية وطعوم مختلفة فتمتص من رحيقها وتصنع منه أحلى مذاق للإنسان، وبعد فترة يبدأ عمرها بالأفول فتذبل شيئاً فشيئاً حتى تلتئم وتلتف حول بعضها لتعود كما كانت في البداية كالكأس المغلق ومن أهم ما يدعو المرأة العاملة إلى التقاعد المبكر ضرورة التفرغ لزوجها وأبنائها الذين هم على أبواب المراهقة وبلوغ البضع سن الزواج وبأمس الحاجة إلى تواجدها بينهم معظم الوقت ولأن الزوج لا يزال مستغرقاً في مشوار الحياة والبحث عن رزقه وأسرته بمعنى سيكون جلوسه مع الأبناء والبنات وقتاً قصيراً ودوره في التربية وما يتعلق بشئون المنزل لا يساوي ولا حتى 20% مما تقوم به المرأة والأمر الثاني الداعي لتقاعد المرأة هو أنها إذا تجاوزت الأربعين والخمسة والأربعين تكون قد أنهكت جسدياً بسبب الحمل والولادة إضافة إلى العادة علاوة على مدة الخدمة فأصبحت بحاجة إلى النقاهة والراحة الطويلة لتستمتع ببقية عمرها بين أبنائها وقرب قرة عينها زوجها الأمر الثالث أن تقاعد المرأة في وقت مبكر يفسح المجال للخريجات المنتظرات ليؤدين دورهن في خدمة الوطن ولسن من الصين ولا اليابان، بل هن أخواتهن وبناتهن ولديهن من الثقافة والتجديد ما لم يكن لدى الأخريات، خاصة وأن أكثر من 50% من معلمات الابتدائي من خريجات معاهد المعلمات و30% من خريجات الكليات المتوسطة فما خدمن فيه البركة وكما قال أخي مندل بأن عطاء المرأة يقل كثيراً حينما تتجاوز الأربعين والخمسين عن عطاء الرجل الذي قد يصل الثمانين وعطاؤه مستمر، وحتى نشجع على التقاعد مبكراً يجب على الجهات المختصة أن تمنح المتقاعدات في سن مبكرة سنوات إضافية على سنوات الخدمة فنضيف خمس سنوات مثلاً لمن أمضين عشرين سنة وثلاثاً لمن أمضين أكثر من 25سنة إلى سنوات الخدمة، وينسحب هذا على الموظفات أيضاً وحقيقة أن من كتب عن هذا الموضوع كثر وعلى الرغم من ذلك لم نرَ حراكاً من الجهات المسؤولة في التعليم والخدمة المدنية ولا حتى بمجلس الشورى، ولكن وكما قال أخي مندل لا حياة لمن تنادي، فعسى ألا يكون في الأمر خوف من أن يكون بهذا الإجراء هضم لحقوق المرأة كما يدعي البعض كحوقها بقيادة السيارة والدباب وخلافها، وياليت من أعنى بهذه الرسالة يقرأن ما كتبته الأخت نورة العمران/ المشرفية التربوية بمدينة عنيزة عبر هذه الصحيفة فعددت وظائف المرأة الأساسية والتي منها (أن المرأة شريكة حياة الرجل وذات أمومة وحضانة ومربية وربة منزل ومستشارة الأسرة ومديرة شئونها وطبيبة وممرضة لأفراد أسرتها، بل ومرشدة أسرية وأخيراً فهي ملكة في بيتها فمن هذه صفاتها أتبخل بأن تحتضن أبناءها وتؤانس زوجها في مرحلة هم بأمس الحاجة إليها به؟.. فشكراً للأخت نورة على ما أوضحته لأخواتها في هذا المقال الجيد.. وفي الختام أعلم جيداً أن ما قلته وقاله أخي مندل وما قاله غيرنا في هذا الاتجاه لن يروق للبعض من العاملات ولكن لو فكرن جيداً لأخذنا به وبدون تردد أسأل الله التوفيق للجميع.