تعقيباً على ما ينشر في (الجزيرة) من مواضيع تتعلّق بالعمل والوظيفة في القطاعين الحكومي والخاص أقول: إن موظفاً متمكناً من عمله، منجز لمهامه الوظيفية، مواظب في حضوره وانصرافه، قليل التغيّب، أنيق المظهر، أبلغه مديره أنه بموجب العقد الموقّع بينه وبين مؤسسته والذي يتيح لأي طرف إنهاء العمل مع الطرف الآخر خلال فترة شهر بأن المؤسسة لا ترغب بتجديد عقده مُتيحة له الفرصة للبحث عن مكان آخر!
السبب في هذا كان واضحاً وجلياً، فزميلنا الموظف كان من الشخصيات الصدامية وكان يفتقر لأبسط أبجديات التواصل المرن والسلس مع زملائه الموظفين مما جعل الجميع يبتعد عنه وينحون منحى سلبياً تجاهه.
مشكلته لم تكن في التواصل على مستوى شخصي فقط، المشكلة كانت تتفاقم عند عقد الاجتماعات وتشكيل فِرق العمل الصغيرة بين الموظفين، فالجميع كان لا يقبل أن يكون في فريق صاحبنا أحد عناصره، وكم مرة ثارت المشاحنات بسبب وجوده ورغبته في الاستئثار بالعمل والتكفّل بإنجازه بمفرده وتهميش باقي أعضاء المجموعة.
هناك مفاهيم مغلوطة في فكر بعض الموظفين الجدد بسببها يضعون لأنفسهم أعداء في عملهم، وبالتالي تجعل زملاءهم يرفضون وجودهم بينهم، والإدارات الواعية تعلم أن جودة وصحة بيئة العمل لها أثرها الكبير على حجم إنتاجية الفرد والتي تنعكس مباشرة على إنتاجية المؤسسة، وبالتالي أي معوّق لجودة وسلامة هذه البيئة ستتعامل معه الإدارة بداية بالإصلاح والتقويم فإن لم يجد نفعاً فلا بد من التغيير للحفاظ على هذه البيئة من أي عوامل تهدّد من سلامتها.
همسه في أذنك: إذا انعقد اجتماع بين أعضاء الفريق مع الإدارة ولم تكن حاضراً بينهم، اجعلهم في حال ذُُكر اسمك وطُلب الرأي عنك، الجميع بلا استثناء يُثني عليك بالخير، فهذا من الذكاء الوظيفي.