في ليلة الوفاء، ليلة التكريم لأحد رموز الوطن ورجاله الذي عمل لأكثر من سبعين عاماً خدمة لبلادنا الغالية في عديد من المواقع، بهذه المناسبة السعيدة أتقدم لمولاي خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، وسمو ولي عهده الأمين، والنائب الثاني، وسمو أمير منطقة القصيم، وسمو نائبه، وأصدقاء الوالد ممن عملوا في القطاعين الحكومي والأهلي بخالص الشكر والود والحب والتقدير لوفائهم وتشريفهم، ولا يزال المحافظ شعلة من النشاط وهو يتجاوز التسعين عاماً من عمره.
بدأ خدمته للدولة كوكيل لأمير الخبراء سلطان بن محمد السلطان، وقد اطلعت على المخاطبات التي تُوكل إليه من قِبل أمير القصيم آنذاك صاحب السمو الأمير فهد بن عبد العزيز بن مساعد وكان متفوقاً بالعلم والتعلم، ومن ثم انتقل للعمل كأمين صندوق وزارة الدفاع، وواصل تعليمه في ثانوية اليمامة، وكنت أذكر وأنا في أول ابتدائي حبه للتعليم وإصراره على المنافسة والتفوق نظراً لقربه من والده أمير الخبراء آنذاك، انتقل للعمل كمحافظ في معهد التدريب المهني والتقني في بريدة بالقصيم، ثم مديراً للشؤون المالية وانتقل بعد ذلك كمحافظ لرياض الخبراء وخلال تلك الفترة تميّز بالأخلاق وحب العمل والتواصل مع رئيسه، وقد تميّز في العلاقة التي تربطه بولاة الأمر وسمو أمير القصيم ونائبه والتي يحرص عليها، علاقة تعكس النمط الإداري الجيد بين الأمير والمحافظ.
وخلال تلك الفترة قدم خدمات لمحافظته في مجال الزراعة والتعليم والصحة وإصلاح ذات البين لتكسبه حب الجميع.
وبالنسبة لي فهو مدرسة تعلمت منها الكثير في حب الوطن والإخلاص والكفاح، فما زلت أتذكّر زيارته لي في مرحلة دراسة الماجستير (إم آي تي) وتواصلت زياراته عندما التحقت في جامعة طوكيو، وتأتي زياراته بهدف الاستفادة من خبرات الدول المتقدمة ونقلها للوطن.
وفي الختام، أُكرر شكري لولاة الأمر وأمير المنطقة ونائبه - حفظهم الله - على صدق مشاعرهم ووفائهم لإحدى الشخصيات التي خدمت الوطن ورجاله.