حين تم تأسيس صندوق المئوية قبل عشر سنوات تقريباً، تم تأسيسه ليكون رافداً جديداً يدعم ويمول المشاريع الشبابية الناجحة والمتميّزة, الفكرة لم تكن فقط تكريمية للذكرى المئوية لتأسيس المملكة وحسب, بل إن ربط هذا الصندوق بهذه الذكرى الأعز على قلوب السعوديين، لدليل على أهمية طرحها واهتمام القيادة بها والتزامهم بإنجاحها, صندوق يدعم مشاريع الشباب التي تحتاج فعلاً إلى دعم وتكون مشاريع قادرة على تطوير المجتمع، وتشكّل إضافة نوعية له, وبنفس الوقت تساهم في دعم الشباب وطموحهم وتحقق أحلامهم.
وبالتأكيد فإنّ وجود صاحب السمو الملكي الأمير عبد العزيز بن عبد الله بن عبد العزيز على رئاسة هذا الصندوق، لدليل على اهتمام القيادة به وبدوره في تشكيل معين جديد يخدم الشباب ويحقق أحلامهم, مضافاً إلى ذلك فإنّ رؤية صاحب السمو الأمير عبد العزيز وتوجيهاته لإدارة الصندوق وتذليله أية مصاعب تواجههم لتحقيق الأهداف وإنجاز المهمات, بهكذا توجُّه وفكرة وإدارة، فإنّ مشروع صندوق المئوية يشكل إضافة قوية لما تقدمه الدولة من خدمات أخرى للشباب وتنمية مسيرتهم في خدمة وطنهم.
ولعل إمارة الرياض ممثلة بصاحب السمو الملكي الأمير خالد بن بندر وصاحب السمو الملكي الأمير تركي بن عبد الله، والدور الذي تقوم به لدعم توجُّهات صندوق المئوية، أيضاً يشكّل إيجابية ويسلّط الضوء على مدى اهتمام القيادة السعودية بشبابها ومستقبلهم, هكذا أفكار ومشاريع تنفّذ تحتاج أيضاً من الطرف الثاني في المعادلة ألا وهم فئة الشباب، مزيداً من العمل ورفع مستوى الإحساس بالمسؤولية, والأهم أن يسعوا بكل جد واجتهاد إلى استغلال ما يقدم لهم من إمكانيات وآليات دعم، وحضور الأمير تركي حفل الصندوق خير دليل على مساندة الإمارة.
الآن وبهذا المنبع ألا وهو صندوق المئوية، وحيث يتجدد فكره ودعمه من الدولة باستمرار، آن الأوان لكي يتم إصداره بفكر جديد يناسب التطوّرات التي تحصل على مستقبل الشباب أنفسهم, عليهم البدء بتغيير أنماطهم الفكرية، وعليهم - وهو الأهم - أن يجدوا مساحات الأحلام والطموحات التي يمكنهم تحقيقها بما يتوفر لهم من دعم, لعل تكريم الفائزين في صندوق المئوية من قِبل صاحب السمو الأمير عبد العزيز له دور في تشجيع وتحفيز الشباب, لكن يبقى ان الشباب عليهم أن يحفزوا أنفسهم ويبحثوا في ذاتهم لتطويرها وتأسيس مستقبل مزدهر لأنفسهم.
لا مانع من أن يشكّل الشباب الذين سبق لهم الاستفادة من دعم الصندوق، لجنة يكون دورها تقديم قصص نجاحهم ويساعدون غيرهم من الطامحين لكي يؤسسوا أفكاراً يمكن تحقيقها, هم استفادوا بارك الله لهم، ولكن عليهم أن يردّوا الدّين لوطنهم من خلال دعم غيرهم معنوياً وإرشادياً, هكذا لجنة تعمل بالتوازي مع إدارة الصندوق وتشكّل فكراً جديداً يطرحه الصندوق ليتلقّاه الشباب بلغتهم ومناسباً لفكرهم، والأهم من أقرانهم الذين سبق لهم وحققوا ما يصبون إليه.