تُوفِّي الشاعر الشعبي المصري أحمد فؤاد نجم، رمز الشعر السياسي في العالم العربي، صباح أمس في منزله في القاهرة، عن عمر 84 عاماً. وأورد التلفزيون المصري خبر رحيل الشاعر بدون إعطاء تفاصيل. ويُعدّ الشاعر أحمد نجم أحد أهم شعراء العامية في مصر، وأحد ثوار الكلمة، واسماً بارزاً في الفن والشعر العربي.
وبدأ نجم كتابة الشعر في الخمسينيات، وعُرف في مصر في الستينيات بقصائده السياسية النقدية المرتكزة على حس اجتماعي عميق تجاه الحرية والعدالة الاجتماعية؛ ما أدى إلى اعتقاله أكثر من مرة في فترة حكم الرئيسَيْن الراحلين جمال عبد الناصر وأنور السادات، وأصبح من أهم الظواهر الشعرية السياسية بعد لقائه مع الملحن والمغني الراحل الشيخ إمام عيسى، وأصبح الاثنان معاً من أهم ظواهر تظاهرات الطلبة في الجامعات المصرية مطلع السبعينيات؛ إذ إن أغانيهما انتشرت في الوسط الطلابي، وكان لها دور كبير في انتفاضة 19 يناير 1979، التي أطلق عليها الرئيس السادات اسم انتفاضة الحرامية، واتسع نطاق شهرتهما في العالم العربي، وأصبحا معروفَيْن لدى غالبية الشباب حتى أن شهرتهما في البلاد العربية كانت أكثر اتساعاً منها في بلدهما مصر.
وتعرف العالم إليهما، وخصوصاً بعد أن غنى الشيخ إمام قصيدة «جيفارا مات».
ووُلد أحمد فؤاد نجم في عام 1929 في قرية كفر أبو نجم بمحافظة الشرقية. وفي عام 2007 اختارته المجموعة العربية في صندوق مكافحة الفقر التابع للأمم المتحدة سفيراً للفقراء، كما فاز بالجائزة الكبرى لمؤسسة الأمير كلاوس للثقافة والتنمية الهولندية تقديراً لتأثيره الكبير في أجيال مصرية وعربية عدة، وكان يفترض أن يتسلمها في 10 ديسمبر.
واستطاع نجم من خلال شعره السياسي أن يسخر من السلطة والنخب السياسية في مصر بمفردات شعبية بسيطة، وبسبب ذلك سُجن مرات عدة.