الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد الخلق والمرسلين.. تلقينا ببالغ الحزن والأسى وفاة معالي الدكتور محمد بن أحمد الرشيد.. كان خبرا وقعه شديد وأليم بفقد المربي الفاضل صاحب السيرة العطرة والسمعة الحسنة..
كان حدث وفاة المربي والمفكر والوزير السابق رحمه الله حدثاً هاماً في هذا الوطن المعطاء.. والتفاعل مع وفاته قدمت درساً في وفاء المجتمع لمن أعطى وبذل وخطط وساهم بكل إخلاص وتميز.
فليس غريبا أن يتبارى الكتاب والمحبون بذكر مناقبه مثل بره بوالدته وصلة رحمه.. واستعراض وصيته وما بها من وصايا لأبنائه وحثهم على البر والتقوى والتعاون فيما بينهم..
والدكتور محمد الرشيد رحمه الله.. بدأ حياته العملية مدرسا في إمام الدعوة ثم مدرسا في كلية الشريعة بمكة ثم أستاذاً في كلية التربية بجامعة الملك سعود فمديرا عاما لمكتب التربية لدول الخليج العربي، وتدرج في المناصب إلى أن نال عضوية مجلس الشورى ثم عين وزيراً للتربية والتعليم (المعارف) حتى عام 1425هـ.
وقد تحدث من عاصر معاليه وعمل معه عن مآثره ومناقبه العملية والعلمية.. منهم الدكتور راشد المبارك الذي قال إن شهادتي في معاليه مجروحة لأنه صديقي لكنه تميز من خلال صحبتي له ، وفي مسيرته الحافلة بعدة أمور: حسن خلقه.. وسعة أفقه.. وجلده في العمل.. وغيرته على أمته واعتزازه بعقيدتها ولغتها..
وأكد الأديب د. محمود شاكر حرص معالي د. محمد الرشيد رحمه الله على إنجاز العمل، والجد والمثابرة كما أبدى إعجابه بغيرته على اللغة العربية في أكثر من ملتقى ومؤتمر.
أما الدكتور محمد لطفي الصباغ فقال لم أقترح عليه عملاً يفيد الإسلام والمسلمين إلا نفذه ، جزاه الله خير الجزاء..
وكان وفيا مع أصدقائه ومن ضمنهم الشيخ صالح بن مطلق الحناكي رحمه الله.. وعندما توفي بادر بالحضور إلى مدينة الرس وشارك بالصلاة عليه وتقدم التعازي لأسرته..
اللهم اغفر له وارحمه وتجاوز عنه ونقه من الذنوب والخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس.. وأدخله الجنة مع الأبرار يا كريم يا غفار..