ومضة:
إذا كنت تريد السعادة فلا تبحث عنها بعيداً ،إنها فيك، في تفكيرك المبدع، في إرادتك، وفي تصميمك على بلوغها.
إذا سألتك : هل تبحث عن السعادة وتريدها ؟، فحتما ستجيبني بالإيجاب، وهنا سأقول لك إن السعادة حقاً موجودة وقريبة، ولها قانون أساسي يحكمها وهو : قانون التفكير ومتطلباته. فتفكيرك بالسرور، الحب، الصحة، الغنى، السلام. ... سيجذب إليك كل ما يوافق ما تفكر فيه، وعلى العكس إذا سيطرت عليك أفكار المرض، خمود الهمة، الحزن... فإنك لن تبني جدارا بينك وبين السعادة فحسب، بل ستجذب إليك المصائب أيضاً. لذا عليك بالدرجة الأولى أن تجتهد في تغيير عاداتك فيما يتعلق بالتفكير وحتى الكلام فتحولهما من السلبية إلى الإيجابية، ومن الهدم إلى البناء، لتحصل على السلام الداخلي وكل ما من شأنه أن يجلب لك السعادة. ورغم أن ذلك لن يتم في يوم واحد، إلا أن تصميمك على إحداث التغيير في نفسك سيمكنك من أن تتغير بالفعل وفي وقت أقل. عندها فقط ستصل إلى قناعة تامة بأن أفكارك هي التي تلد كل شيء، وستستشعر بأنها قادرة على جذب كل ما يماثلها.
- إذن، فمما لا شك فيه أنك مسؤول عن أفكارك، وجذب ما ترغب وما تخاف أيضا. وربما تجذب ما تخافه أكثر مما ترغب فيه، لهذا وجب عليك أن تكافح وتطرد الخوف وتردد دائماً ( لن أخاف شيئا، فالروح داخلي متيقظة، وسأتسلح بالحذر والحكمة وروح التبصر).
- كما يجب عليك أن لا تجعل كلمة (لكن ) تعترض سعادتك، فإن سئلت عن حالك مثلا تعود التصريح بجملة (أنا بخير والحمد لله) وليس (أنا بخير. .. ولكن..)، بمعنى أنك يجب أن تسكت شكوكك بتأكيد الأمل بالنجاح، لأن تلك الشكوك التي تساورك قد تدفعك للعودة عدة خطوات للوراء.
- جرب أيضا أن تصمت لحظة عند كل صباح لتقوم بتجميع أفكارك وسط الهدوء والسكينة، وستجد أنك لن تستطيع حل مشاكلك أو معالجة آلامك إلا بذلك.
- اشكر الله على ما منحك، ولا تحرص على استحضار الذكريات السيئة المؤلمة متناسيا ما أفاء الله عليك من خير.
- وجه تفكيرك المبدع نحو الكائن البعيد الذي تريد أن تصيره، فنحن غالبا نصير ما نتأمله.
- لا تتمرد حين تضطرك الحياة إلى اتباع نظام خاص وتحرمك مما تحب، وتفرض عليك ما تكره، ولكن هناك أشياء لا ينبغي القبول بها ولا اعتيادها أو الخضوع لها، وما عليك إلا أن تعي الموقف جيدا.
- اكتسب السيطرة على تأثراتك، ولا تجد عذرا لعصبيتك مثلا باضطرابات الغدة الدرقية. وعوضا عن ذلك مرن نفسك على الابتسام حين تشعر بالكشرة ترتسم على شفتيك، وحول الكلمة التي تسبب القتال إلى كلمة حب وسلام. واعلم أنك تخطو إلى الشيخوخة يوما مقابل كل دقيقة من الحنق.
- تعلم أن تحب وامدح كل ما هو أهل للمديح.
- ارض بيومك كما جاءك بدلا من الحسرة على شيء لم يحدث، فالإبداع الحقيقي هو في فك طلاسم الحاضر في مظاهره غير المتلاحمة.
- حاول ألا تفرض رأيك، واعتصم بالصمت عند إثارة نقاش ومشاحنات لتوفر على نفسك المتاعب، واعف عمن يسيء إليك، فالعفو قوة هائلة تستطيع الاستفادة منها.
- إياك والتطير، ولا تفكر إلا بما يعود عليك بالخير.
- لا تسمح لنفسك أن تعيش متشنجا دون فائدة، راقب حركاتك وارخ يديك ولا توتر عضلاتك، وتعلم فنون الاسترخاء.
وأخيرا انتصر على نفسك ولا تدع لليأس سبيلا إليها، فكما أن الإنسان لا يستطيع أن يكون فارسا دون أن يركب جوادا ولو قرأ مئات المجلدات عن الفروسية، فإنك لن تستطيع التوصل إلى السعادة ما لم تطبق قوانينها يوميا ولو قرأت كل ما كتب عن ذلك. وكن على يقين بأنك في يوم ما ستطبق قوانين السعادة دون أن تفكر بها لأنها وبكل بساطة ستصبح جزءا من طباعك، فبالتمرن على الحدادة مثلا يصبح المرء حدادا. طبق متطلبات قانون التفكير المبدع بإيمان ومحبة ومثابرة وإخلاص وستدهشك النتائج.