الجزيرة - وهيب الوهيبي:
نيابة عن خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله - رعى وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد معالي الشيخ صالح بن عبدالعزيز بن محمد آل الشيخ حفل تكريم الفائزين بمسابقة الملك عبدالعزيز الدولية لحفظ القرآن الكريم وتلاوته وتفسيره في دورتها الخامسة والثلاثين في المسجد الحرام بمكة المكرمة وذلك بحضور الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي معالي الشيخ الدكتور عبد الرحمن بن عبد العزيز السديس.
وقد أقيم حفل خطابي بهذه المناسبة بدئ بتلاوة آيات من القرآن الكريم ثم ألقى الأمين العام للمسابقة الدكتور منصور بن محمد السميح كلمة قال فيها :» في شهر الله الحرام ، وفي البيت الحرام ، اجتمعت القلوب قبل الأجسام ، وتلاقت الأفهام قبل الأبدان ، اختلفت البلدان ، واتفقوا على كلام الرحمن ، يتدارسون القرآن ، ويتبارون في إتقان آياته العظام ، في مشهدٍ سنوي مبارك ، ومؤتمر قرآني عظيم ، تلكم هي مسابقة الملك عبدالعزيز الدولية لحفظ القرآن الكريم وتلاوته وتفسيره في نسختها الخامسة والثلاثين.
وأضاف « مضى من عمر المسابقة ثلاثة عقود ونصف ، وهي في تطور مزدهر ، وإقبال مستمر ، ومخرجات تعانق السحاب ، أثمرت قرابة 6000 متسابق في حفظ القرآن الكريم ، وفي هذه الدورة المباركة ، تستضيف المملكة العربية السعودية 150 مشاركاً يمثلون إحدى وستين دولة، جاؤوا من أصقاع الأرض المختلفة إلى أعظم مكان وأطهر بقعة ، يتلون كتاب الله تعالى ، ويمتثلون تعاليمه ، ويكتسبون أخلاقه وآدابه ، حتى يعودوا رسل سلامٍ ودعاة خير في كل بلاد الدنيا.
ونوه الدكتور السميح بالدعم الكبير الذي يلقاه أهل القرآن من ولاة الأمر وفقهم الله ، وما شهدته المسابقة من التنافس الشريف على حفظ القرآن الكريم على مرحلتين من التصفيات ، ونوه كذلك بالدورة التدريبية على مهارات التحكيم في المسابقات القرآنية التي أفاد منها هذا العام عشرون متدرباً من عشرين دولة تُقام فيها المسابقات القرآنية ، إضافة إلى الإصدارات المطبوعة المتنوعة . إثر ذلك أُلقيت كلمة المتسابقين ألقاها نيابة عنهم المتسابق محمد عبد العال عبد الله الشيخ من السودان عبروا فيها عن اعتزازهم بالمشاركة في هذه المسابقة المباركة والاجتماع على كتاب الله برعاية واهتمام بالغ من قيادة هذه البلاد الطاهرة ، ثم ألقى معالي الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي الشيخ الدكتور عبدالرحمن السديس كلمة أوضح فيها أن المسابقة فرصة مباركةٌ وأمسية قرآنية، ولآلئ تعقد في محاور شرف متعددة أهمها شرف المكان في بيت الله الحرام وشرف الزمان في شهر الله المحرم وشرف الحال والمناسبة حيث تتعلق بالمنافسة في حفظ كتاب الله عز وجل وتلاوته وتفسيره إلى جانب عالميتها وتحقيقها لأخوة الدين وآصرة الإيمان كما أنها تحمل اسم المؤسس الملك عبدالعزيز بن عبد الرحمن رحمه الله علاوة على أنها دولية تعنى بإتاحة الفرصة لجميع أبناء الدول الإسلامية والأقليات الإسلامية في كل مكان لتجمعهم على كتاب الله عز وجل والاهتمام والعناية به .
وقال : إن من فضل الله علينا في هذه البلاد المملكة العربية السعودية أن وفق ولاة أمرها للعناية بكتاب الله فيما يتعلق بتلاوته وتدبره والتنافس فيه والتحاكم إليه وطبعه ونشره إثر ذلك ألقى معالي وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد الشيخ صالح بن عبدالعزيز بن محمد آل الشيخ كلمة حمد فيها الله تعالى على ما يسر من قيام مسابقة الملك عبد العزيز الدولية في دورتها الخامسة والثلاثين ووصفها بأنها رائدة المسابقات في العالم الإسلامي و أم المسابقات تاريخاً وتنظيماً وإعداداً إلى ما لها من فضل وميزة في قيام فعالياتها في أروقة المسجد الحرام زاده الله عزاً ومهابة وتكريماً.
وقال : «مضت القرون وظهر في هذا القرن الأخير عزُ للإسلام وانتشار للدعوة الإسلامية بقوة الإسلام وبقوة أهله وبقوة من شاء الله أن يوفقه من ولاته وبقوة علماء الإسلام وبقوة من أراد الله جل وعلا أن يمنحه شرف الدعوة إلى الإسلام والدفاع عنه والجهاد في سبيله فظهر للإسلام صولة وقوة وهيبة في العالم وكان ذلك بسبب من أسباب ظهوره المملكة العربية السعودية وولايتها على الحرمين الشريفين حيث استتب كثيرٌ من الأمن وعظمت رسالة الحرمين الشريفين وصارت رسالة الإسلام التي تنبع وتخرج من الحرمين الشريفين إلى الناس قاطبة». وحذر معاليه من محاولات التفرقة بين أبناء الأمة الإسلامية وتشتيت شملها وتفتيت أواصرها من أصحاب أفكار هدامة مضرة بنسيج الأمة وبأهل السنة والجماعة ، وقال : «من اللازم علينا أن نرى ما لهذين الحرمين الشريفين من عظمة في قلوبنا وعظمة في قلوب المسلمين وألا يكون في قلب مسلمٍ مخلص إلا تقوية شأن هذين الحرمين الشريفين وتقوية شأن الدولة التي قوت رسالة الحرمين وبثت رسالة التوحيد والسنة وجعلت أهل السنة والجماعة في كيان واحد قوي يتآلفون عليه».
وأوضح آل الشيخ أن هناك حاجة ملحة للمعرفة اليوم بالخطر المحدق الذي يريده أعداء الإسلام بهذه البلاد وجميع بلاد المسلمين يريدون بكم وبأهل السنة والجماعة أن يتفرقوا وأن يقاتل بعضهم بعضاً بدءاً بتفتيت الأمة العربية ثم بتفتيت أهل السنة والجماعة.
وقال :«مع الأسف الشديد أن ينخدع بعض المسلمين وبعض المنتسبين وبعض من يحمل هماً للإسلام ، ببعض الشعارات التي هي في حقيقتها مضرة أكبر ضرر بأهل السنة والجماعة وبوحدتهم وبقوتهم وبتآلفهم وكل ضرر يتوجه إلى أي شيء أو مبدأ من مبادئ الإسلام وعقيدته الصافية فهو متوجه إلى أهل السنة والجماعة في كل مكان وخاصةً في هذه البلاد التي تشمل مكة المكرمة والمسجد الحرام والمدينة المنورة والمسجد النبوي وفي فلسطين والمسجد الأقصى المبارك».
وأكد معاليه أن رسالة المملكة العربية السعودية هي المحافظة على الأمة العربية والمحافظة على أهل السنة والجماعة في كينونتهم الكبرى التي يكونون فيها على اختلاف مذاهبهم واختلاف مشاربهم تحت لواء السنة التي يتبعون فيها الخلفاء الأربعة بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم ، مشيراً إلى أن المملكة وهي تحمل لواء الدفاع عن أهل السنة والجماعة ولواء الدفاع عن العرب لتحتم على نفسها أن تحمي حوزة الإسلام وتحمي حوزة أهل السنة والجماعة .
وقال: عرف ذلك من عرف أو تجاهله من لم يعرف فإن الإسلام وأهل الإسلام منوطُ مسؤوليتهم والدفاع عنهم بولاة الأمر لأن البيعة منعقدة فيهم ولهم وهم الأدرى بما يحوط الإسلام وبما يحوط أهله وبما يدفع كيد الأعداء وكيد الثالوث الخطر على الأمة الإسلامية .
وعبر معاليه عن سعادته بهذا الاجتماع في ظل القرآن الكريم ليبعث في النفوس العزم الأكيد على نصرة هذا الدين وعلى نصرة القرآن العظيم ، معرباً عن فخره بعقد مسابقة الملك عبد العزيز الدولية لحفظ القرآن الكريم وتلاوته وتفسيره في رحاب مكة المكرمة وفي أروقة المسجد الحرام ، مهنئاً المتسابقين جميعاً الذين دخلوا هذه المسابقة وتنافسوا فيها كما عبر عن شكره لأعضاء لجنة التحكيم والمتدربين في حلقة تحكيم المسابقات القرآنية وكذلك الأمين العام للمسابقة وجميع الذين أسهموا في نجاحها.
عقب ذلك سلم معالي وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد جوائز المسابقة المالية للفائزين بالمراكز الخمسة في الأفرع الخمسة.