دعت جبهة الحوار الوطني بزعامة نائب رئيس الوزراء صالح المطلك إلى عقد جلسة طارئة لمجلس النواب لمناقشة «انهيارات أمنية غير مسبوقة» في العراق، متهمة الحكومة بتوفير غطاء لتحرك الميليشيات.
وقال النائب عن الجبهة حيدر الملا في مؤتمر صحفي بمبنى البرلمان، برفقة عدد من أعضاء الجبهة، وحضرته (الجزيرة): إن بغداد والمنطقة المحيطة بها ومحافظات البلاد شهدت (انهيارات) أمنية غير مسبوقة وتصاعداً في عمل الميليشيات واستهدافاً لحياة المواطنين والرموز العشائرية.
وأوضح الملا أن هناك مؤشراً خطيراً وأجندة تريد إرهاب المواطن العراقي، وتريد أن تركن بهذا الأسلوب كجزء من الحملة الانتخابية.
مضيفاً «نعتقد أن الميليشيات تعمل بغطاء حكومي»، ومشيراً إلى عودة عمليات الخطف والتهجير والاغتيال، وأنه كان «يفترض بدولة القانون أن تحمي المواطنين، لا أن تكون دولة الميليشيات».
وقبل أيام عثرت الأجهزة الأمنية على 23 جثة، خمس منها في تكريت و18 أخرى لأناس تم اختطافهم من قِبل مجموعة ترتدي الزي العسكري، ومن ثم أعدمتهم على مقربة من بغداد، بينهم اثنان من زعماء العشائر.
وتساءل الملا: «هل يتعذر على أجهزة القائد العام للقوات المسلحة إلقاء القبض على قائد ميليشيا مثل البطاط، يهدد المملكة العربية السعودية وكتلاً سياسية وأبناء الشعب العراقي والأجهزة الأمنية، وهو حر طليق يتنقل بغطاء الدولة؟!».
مضيفاً بأن «هذا يدل على أنه أصبح جزءاً من أجهزة الدولة والحكومة وأجهزة القائد العام للقوات المسلحة لتحقيق غاية معينة».
وطالب الملا رئاسة مجلس النواب بـ«عقد جلسة طارئة لمناقشة الانهيارات الأمنية وتنامي ظاهرة الميليشيات، ولا نطلب أن تكون هناك استضافات للقيادات الأمنية؛ لأننا طالبنا العشرات بالاستضافات، ولم يكن هناك آذان صاغية».
ودعا رئاسة البرلمان إلى «تشكيل لجان، والذهاب لحماية المحافظات والمناطق، وأن يكون مجلس النواب ولجانه دروعاً لحماية هذه المناطق؛ حتى نخفف من وطأة الميليشيات على الشعب العراقي».
وبحسب أرقام وزارات الدفاع والداخلية والصحة العراقية، فإن 948 شخصاً قُتلوا الشهر الماضي، هم 852 مدنياً و53 من عناصر الشرطة و43 عسكرياً، وكذلك أُصيب 1349 شخصاً خلال الشهر الماضي، هم 1208 مدنيين و89 شرطياً و52 عسكرياً.
وفي سياق آخر، أفاد مصدر في شرطة محافظة نينوى، الاثنين، بأن صحفياً قُتل بهجوم مسلح في مدينة الموصل، وقام مسلحون مجهولون بإطلاق النار باتجاه الصحفي علي محسن حسين، وأردوه قتيلاً في الحال، ولاذوا بالفرار.
وقُتل عدد من الصحفيين في مدينة الموصل، مركز محافظة نينوى، في الأسابيع الأخيرة بهجمات مسلحة، شنها مجهولون. فيما تحدثت أجهزة الأمن عن خطط للقاعدة لاستهداف 40 صحفياً، وردت أسماؤهم في قائمة، وكان آخر ضحية مسلسل استهداف الصحفيين الصحفي وضاح الحمداني، الذي يعمل لحساب قناة بغداد الفضائية في البصرة؛ إذ قُتل يوم الأربعاء الماضي برصاص مسلحين، استهدفوا مراسم تشييع أُقيمت للشيخ عدنان الغانم، أحد شيوخ عشائر المحافظة، الذي اختُطف منذ مدة، وعثر على جثته لاحقاً.
وبحسب مرصد الحريات الصحفي في العراق، فقد تعرض الصحفيون والعاملون معهم لهجمات متتالية منذ دخول القوات الأمريكية للعراق عام 2003؛ إذ قُتل 267 صحفياً عراقياً وأجنبياً، منهم 155 صحفياً قُتلوا بسبب عملهم الصحفي، وكذلك 55 فنياً ومساعداً إعلامياً، فيما شهدت محافظة السليمانية الكردية انفجار عبوتين لاصقتين كانتا مثبتتين بعربتين عسكريتين تابعتين لقوات البشمركة لدى مرورهما بمنطقة سرجنار، غربي السليمانية؛ ما أسفر عن إصابة ضابطين بجروح متفاوتة.
ويُعد تفجير عبوتين لاصقتين في محافظة السليمانية الأول من نوعه؛ إذ لم تشهد المحافظة أي استهداف بعبوات لاصقة.