عنيزة - الثقافية / تصوير - يوسف الخليفي:
في ليلة من ليالي الحصاد بعد البذل والعطاء اجتمع فيها الصفاء والنقاء، ازدانت عنيزة في عرس جديد تراقص فيها النسيم مداعبًا أوراق أشجارها التي صفت في مداخل المدينة، وتلألأت الأنوار على طول طرقها مبتهجة بافتتاح مركز الأميرة نورة بنت عبد الرحمن الفيصل الاجتماعي، وانطلاق مهرجان عنيزة الثقافي في نسخته الرابعة تحت شعار (أبناؤنا بناؤنا). حيث تفضَّل صاحب السمو لملكي الأمير فيصل بن بندر بن عبد العزيز أمير منطقة القصيم بافتتاح هذا الصرح الكبير الذي سيقدم خدماته للمرأة في مختلف المجالات الثقافية، والاجتماعيَّة، والتعليميَّة، والترفيهيَّة، حيث تجوَّل سموه في مرافق المركز التي ضمَّت الإرشاد الأسري، ومركز الجمعية الخيريَّة الصالحية للتدريب النسائي، والحرف والمشغولات اليدوية، والمكتبة، والبرامج والأنشطة، والنادي الصحة واللياقة أخيرًا المقهى.
بعد ذلك تجوَّل سموه في المعارض التي نظمت بهذه المناسبة، التي تنوعت بين بازار للأسر المنتجة، ومعرض للفنون التشكيلية، ومعرض للكتاب متضمنًا إصدارات الجمعية الخيريَّة والصالحية، ووزارة الثقافة والإعلام.
بعدها ألقى سموه الكريم كلمة بهذه المناسبة رحّب فيها بصاحب السمو الأمير سلطان بن محمد بن سعود الكبير، وأصحاب المعالي والحضور وقال سموه: كم أنا سعيد هذا المساء أن أشارككم افتتاح هذا المركز الذي يحمل اسمًا كلّّه نور وعمل صالح ومساندة لمؤسس هذه البلاد الملك عبد العزيز -طيَّب الله ثراه- أنّه اسم الأميرة نورة بنت عبدالرحمن الفيصل آل سعود، هذه المرأة أعطت من عمرها وجهدها وصحتها رعايةً لبنات هذا الوطن في وقت المؤسس وكانت شقيقته ومستشارته في هذا المجال مؤكِّدًا أن اختيار اسم هذا المركز كان موفقًا، لتجد المرأة فيه مكانًا ممتعًا لها، ومبينًا أن للمرأة في هذا العصر حقًّا وأن العمل الخلاق والمتفوِّق لا يأتي إلا من المتفوقين ومشيدًا سموه بالقائمين على المركز وبمصاحبة افتتاحه لمهرجان عنيزة الرابع للثقافة، وبعنوان المهرجان والمشاركين فيه، متمنيًّا أن يترجم هذا المهرجان إلى ما يخدم أبناء وبنات وطننا الغالي.
وانطلقت البرامج الرجالية بمحاضرة لمعالي الأستاذ عبد الله العلي النعيم تحت عنوان (رسالة إلى الشباب) الذي تحدث فيها عن دور الأسرة والمؤسسات التعليميَّة والمنظمات المحليَّة والإقليميَّة والدوليَّة تجاه الشباب، وركز على العائلة ودورها في تكوين الأبناء، والمدرسة ودورها في تكوين وتنشئة الأطفال واليافعين والشباب. وكذلك دور الرفاق والأصدقاء والشلل، ودور مؤسسات المجتمع المدني والهيئات والمنظمات المحليَّة والإقليميَّة والدوليَّة، ودور المعهد العربي لإنماء المدن في رعاية الأطفال وتوظيف الشباب.
بعدها ألقى الدكتور أحمد بن عبد العزيز البسام محاضرة تحت عنوان موقف العلماء من الفتن في عهد الدَّوْلة السعوديَّة بأدوارها الثلاثة، الذي ألقى الضوء على محاور عدَّة منها: جوانب من الترابط بين القيادتين الدينيَّة والسياسيَّة في عهد الملك عبدالعزيز. موقف العلماء من الفتنة في نجد بعد وفاة الإمام فيصل بن تركي. موقف العلماء من استمرار الفتنة بعد وفاة الأمير سعود. جهود الملك عبد العزيز في إزالة آثار الفتنة.
وفي مساء اليوم الثاني ألقى الأستاذ محمد عبدالرزاق القشعمي محاضرة بعنوان بدايات صحفية استعرض فيها مشاعر وذكريات تَمَّ اختيارها من كتابات أبناء عنيزة حيث أورد بعض ما كتب من نصوص لتلك المقالات ومنها ما كتب بأسماء صريحة ومنها ما كتب بأسماء مستعارة.
بعدها جاءت ندوة المكرمين التي أدارها الأستاذ حمد بن عبد الله القاضي، تحدث فيها الدكتور عبدالرحمن بن صالح الشبيلي، عن معالي الشاعر محمد بن فهد العيسى -رحمه الله-، وتحدث الدكتور محمد بن عبد الله المشوح عن معالي الشيخ محمد بن ناصر العبودي، وتحدث الدكتور محمد بن عبدالرحمن الربيع عن معالي الدكتور عبد الله بن يوسف الشبل، وتحدث الدكتور عبد الله بن عبدالرحمن المسند عن الدكتور علي بن عبد الله الدفاع، وأخيرًا تحدث الدكتور إبراهيم بن عبدالرحمن المطوع عن الدكتور عبدالرحمن بن سليمان العثيمين.
وفي مساء اليوم الثالث من الفعاليات ألقيت ندوة شبابنا واللغة العربيَّة التي أدارها الأستاذ محمد بن عبد الله العود، حيث شارك فيها نخبة من فرسان اللغة العربيَّة وهم: الدكتور محمد بن عبدالرحمن الهدلق، والدكتور إبراهيم بن سليمان الشمسان، والدكتور عبد الله بن صالح الوشمي الذين تحدَّثوا عن أسباب تراجع الاهتمام باللغة العربيَّة وخصوصًا لدى الشباب، وضعف الاهتمام بها في الجامعة، وكذلك الآثار السلبية على اللغة من جراء وسائل الاتِّصال الحديثة، وما ينبغي على الجهات المعنية: المدارس، الجامعات، الأسرة، المؤسسات الثقافية والأدبيَّة تجاه إحياء الاهتمام باللغة العربيَّة.