كتب - عبدالعزيز بن سعود المتعب:
لا يُنكر مُنصِف ما للأدب الشعبي بتفرعاته (المثل - القصة - الشعر) من دور مهم على كل الأصعدة منها: أولاً - الوطني - كتلك القصائد التي تُوثِّق مراحل توحيد الوطن وأبناء الوطن على يد مؤسسه الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن - طيب الله ثراه - كقصائد ابن دحيّم والعوني وابن صفيان والأمير الشاعر خالد بن أحمد السديري - رحمهم الله - المتمثلة بـ (أهازيج الحرب أو شعر العرضة) التي صدرت في كتاب يحمل الاسم المشار إليه - جمعه ورتبه وعرّف بشعرائه - الأديب والشاعر عبد الله بن محمد بن خميس - رحمه الله - الذي ألَّف إصدارات أخرى مهمة في مجال الشعر الشعبي، منها (الأدب الشعبي في جزيرة العرب) وغيرها، ومصدر - الأهمية الوطنية - لمثل هذه الإصدارات تكمن في فحواها ومردودها على الأجيال في الوفاء والمحبة والولاء لولاة الأمر الكرام ولتشرّب الوطنية كمصدر من مصادرها المشرفة.
ثانياً: الأهمية التاريخية: استشعار أهمية الأدب الشعبي على كل الأوجه هو دور المثقفين المتخصصين، ويقف خلف كل جهودهم الدعم المعنوي والمادي لولاة الأمر الكرام وهذا ما وثقته هذه الإصدارات، وأشير لأبيات من عصماء للأديب والشاعر عبد الله بن محمد بن خميس في مقدمته لكتاب الشوارد الذي صدر بأجزائه على نفقة سيدي ولي العهد النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع الأمير سلمان بن عبد العزيز - أطال الله عمره وأدام عزه - في مقام سموه الكريم:
فَسَمَتْ لـِ(سَلمَانَ) الجواد وإنَّهُ
لأَبَرُّ منْ تَسْمُو إِليه، وأجْدَرُ
فيه تَلاَقَى المَجْدُ مِنْ أطْرَافِهِ
نَفْسٌ مُهذَّبَةُ الْخِصَال وَعُنْصُرُ
وَذَكَاءُ قلْبٍ ما تَلَجْلَج خاطِرٌ
في النَّفْسِ إلاَّ كادَ عَنْهُ يُخْبِر
هِبَةُ الزَّمانِ إلى الأَوان وإنَّه
في خاطِر التاريخ سِرٌّ مُضْمَر
فلَئِنْ أرادَتْه «الشوارد» باعِثاً
فَلِمِثْلِهَا مِن كلِّ فَضْلٍ يَنشُر
وأشير أيضاً الى (نص) ما كتبه الأديب والشاعر منديل بن محمد الفهيد عام 1398هـ في مقدمته لكتاب (سلسلة من آدابنا الشعبية في الجزيرة العربية قصص وأشعار الطبعة الثانية) كجزء لا يتجزأ وشاهد من شواهد اهتمام ولاة الأمر الكرام بالأدب الشعبي الذي يمثل واجهة مشرفة لثراء ثقافة الوطن الشعبية، يقول منديل الفهيد - رحمه الله - عام 1398هـ : (لقد أمر صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبد العزيز أمير منطقة الرياض بطباعة ما تحصلنا عليه من قصص وأشعار لم تدون من قبل، خصوصاً الأموات دون الأحياء) ويقول - رحمه الله - في موضع آخر من مقدمته نفسها: (وليس بمستغرب على من هو بمكانة سموه أن يكون مشجعاً لنشر التراث الشعبي القديم؛ لحرص سموه على كل مفيد للوطن والمواطن.. فنشكر لسموه عنايته وجهوده المخلصة أدامهم الله ذخراً للإسلام والمسلمين).
لذا يجب أن يحتذي جيل الشباب من المؤلفين حذو من سبقوهم في القصائد الوطنية أو الاجتماعية، والابتعاد عما يثير ويؤجج النفوس على حساب اللحمة الوطنية، وأن نضع نصب أعيننا أننا كلنا أبناء وطن واحد وشعب واحد حاضرة وبادية من كل أبناء المناطق والقبائل.. أدام الله على هذا الوطن الكريم الغالي نعمة الأمن والأمان في ظل الله ثم ظل ولاة الأمر الكرام أطال الله عمرهم وأدام عزهم.