يظل الإنسان هو الإنسان سواء أكان سليماً أو من ذوي الاحتياجات الخاصة، وسلامة عقله البشري هو أساس هذا الكائن الحي فهو الذي من خلاله يبدع وينتج بغض النظر عن سلامة أطرافه وكافة أنحاء جسده. وذوو الاحتياجات الخاصة لا شك أنهم قادرون على العطاء ومواصلة العمل، ونحن نقدر هذا فهم بإمكانياتهم وقدراتهم يفرضون أنفسهم ويقرون بوجودهم الاجتماعي مهما كانت كمالية الجسد والمظهر الخارجي لهم.
لا شك أنهم يملكون القدرات والإمكانات اللازمة التي تعمل على تجسيد مكانتهم في العمل داخل المجتمع بقدر عطائهم مع علمنا التام أن لهم قدرات عظيمة وطاقات قوية ولكنها مع الأسف الشديد تظل كامنة في داخلهم وشبه معطلة ولذلك تظل غائبة نسبياً ولا ينظر إليها أفراد المجتمع. ويعزو السبب في ذلك الأمر لمحدودية التوعية البشرية لدينا فهي لا تتيح النظر لإمكاناتهم ليتم تشغيل طاقاتهم في العمل، والالتفاف إلى عقولهم لأنهم لم يجدوا من يستثمر تلك الطاقات أو الاطلاع عليها. لذا يجب علينا داخل المجتمع منحهم فرصة إظهار الكوامن التي بداخلهم وتفجير قدراتهم وتشغيل طاقاتهم العقلية في العمل حتى يكونوا أفراداُ منتجين وفاعلين لمجتمعهم مندمجين داخليه وحتى لا يكونوا عبئاً على هذا المجتمع.
ومع التطور الذي نعيشه حالياً عبر وسائل الاتصال الحديثة والأجهزة الذكية وما واكبها من تقنيات حديثة أخرى التي أصبحت بما يسمى ثورة العصر بات ذوو الاحتياجات الخاصة لا يقلون عن الآخرين بأي حال من الأحوال ويقومون بجميع الأعمال المطلوبة منهم باستثناء تلك الأعمال التي تحتاج لقوة جسدية قد لا يستطيعون القيام بها مع علمنا التام أن لكل مواطن حق المشاركة في رقي وطنه والاستفادة من كفاءاته فهم بحاجة إلى من يقف بجانبهم ويدعم إمكانياتهم التي من المفترض أن تستغل تحت مظلة سوق العمل، فنحن بحاجة إلى هذا الاستثمار الذي نبني به فرص العمل، بالإضافة إلى أننا أتحنا لهم فرص التواصل الاجتماعي لتتم آلية الدمج بحيث يتم استغلال أفكارهم وتوظيفها بشكل إيجابي قائمين على تجسيد أعمالهم أمام المجتمع محفزين لهم من خلال التشجيع والترابط والتواصل والعمل المشترك والدعم حتى يقوى دورهم ويشاركوا بفاعلية في حل القضايا الاجتماعية وتحسين وتطوير حركة الاقتصاد لدينا, متطلعين لمزيد من تلك الإبداعات دون أن نحفهم برحمة وشفقة على وضعهم الجسدي لأن هذا قد يوثر سلبياً على نفسياتهم وإمكانياتهم مما يؤدي إلى انخفاض مستوى العطاء لديهم. فلا ينتظر ذوو القدرات الخاصة من المجتمع إلا الدعم والمساندة المعنوية من مجتمعهم بالإضافة إلى تفعيل حقوقهم واستثمار طاقاتهم التي أمر بها الدين قبل كل شيء ومن ثم التي أقرتها الاتفاقات والمواثيق الدولية الخاصة بذوي الاحتياجات الخاصة.