تقديرًا خاصًا، لرجل يضع النجاح هدفه، ثمَّ يتبع أفضل الطرق للوصول إليه معالي وزير التَّعليم العالي، الدكتور خالد بن محمد العنقري «روح القيادة المسيطرة» بما يبذله على رأس وزارة التَّعليم العالي التي استطيع أن أقول عنها: إنها «وزارة النجاح والإبداع» بحقائق التَّعليم، وما شهدته منظومة التَّعليم العالي في المملكة العربيَّة السعوديَّة من تطوَّر لافت مسكونة بكلِّ سبل توفير الأدوات العلميَّة والبحثية، لجيل قادر على استكمال عناصر ومحاور النهضة العلميَّة في مملكتنا.
يكفي أن وزير التَّعليم العالي خالد بن محمد العنقري، أنّه الرجل البعيد عن الأضواء، يؤثِّر دائمًا، وتكون أعماله هي المتحدث الأول والرسمي له، ويكفي أنّه لا يعرف المجاملة، بل يحرص على أن يعمل في صمت، ويتقبل بكلِّ رحابة صدر أيّ انتقادات، ويرد بتواضع وإسهاب على أيّ سؤال يوجِّه له دون تحرج أو مواربة.
كلنا نعرف المسؤولية الكبيرة التي يتحملها وزير التَّعليم العالي، خاصة وأنه قريب الصلة، ببرنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي، ويتحمل مسؤولية آلاف الشباب السعودي، في أضخم رحلة علميَّة يقوم بها أبناؤنا وبناتنا لتزويدهم بشتَّى أنواع المعارف والمعلومات في مختلف التخصصات والتطبيقات العلميَّة والنظرية من خلال دراستهم في أبرز الجامعات العالميَّة، وأكثرها تقدمًا في كلِّ من: أميركا، كندا، أوروبا، أستراليا، نيوزيلندا، اليابان، الصين، كوريا الجنوبية، سنغافورة، الهند، ماليزيا، لمواصلة دراستهم في مراحل البكالوريوس، الماجستير، الدكتوراه، الزمالة الطّبية. وهو ما يثري التجربة المحليَّة في التَّعليم والبحث العلمي ويحسن نوعية المخرجات. ووضعها في النهاية تحت خدمة بلادنا الغالية.. وتقوم الوزارة خلالها بمحاولة توفير البيئة المناسبة لهم خارجيًّا وداخليًا، رغم كل المعوقات واختلاف الظروف العملية والاجتماعيَّة، ولكنها الضريبة في كلِّ الأحوال. وهو ما انعكس إيجابًا عامًا بعد عام على مسيرة البرنامج الذي لا يعد فقط واحدًا من أكثر البرامج العالميَّة سمعة في تأهيل القوى البشرية وإنما يمتاز بانخفاض نسبة التعثر التي لا تتجاوز 2 في المئة من واقع الدراسات الإحصائيَّة لمسيرة البرنامج خلال السنوات الثماني الماضية.
وتشكَّلت مظاهر تنمية «قطاع التَّعليم العالي» من خلال مشروعات المدن الجامعية، التي دشّن المرحلة الأولى منها خادم الحرمين الشريفين، ووضع حجر الأساس للمراحل الثانية منها بتكلفة «81.5 مليار ريال»، ليؤكد بذلك ما يحظى به التَّعليم العالي من دعم كبير ومتابعة مستمرة من قبل القيادة، لحرصها على الاستثمار في العنصر البشري الوطني المؤهل، مما يعزِّز النهضة الشاملة التي تشهدها البلاد.
وفي تصور د.العنقري: مستقبل التَّعليم العالي بالمملكة خلال 25 عامًا مقبلة، لعمل منظومة من المؤسسات الجامعية بمستويات مختلفة يأتي من ضمنها إنشاء أربعين جامعة بنهاية السنوات الـ25 المقبلة تضم مجموعة من كليات المجتمع إضافة إلى مجموعة من الجامعات التقنية والبحثية.
ومن الخطط الإستراتيجية المستقبلية للتعليم الجامعي للخمس والعشرين سنة المقبلة: المشروع العلمي «آفاق» الذي يحدد آليات وأساليب التوسع في التَّعليم العالي، وفقًا لمعايير دقيقة ومدروسة.
أثق كثيرًا في قدرة وزارة التَّعليم العالي، ممثلة في معالي الوزير العنقري، وباقي رجاله في الوزارة العتيدة، لتلافي أية سلبيات، ووضع الضمانات لتحقيق أقصى عائد ممكن عبر كل هذه الخبرات والعقول.