القدس - (ا ف ب):
كشفت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) عن كنز من الصُّور والأفلام الملتقطة على مدى أكثر من 60 عامًا وتؤرِّخ للذاكرة الجماعية للفلسطينيين الذين خرجوا أو أجبروا على الخروج من بلادهم.
وقامت الأونروا التي تأسست في العام 1949 لمساعدة اللاجئين الفلسطينيين الذين فقدوا وطنهم عندما أقيمت دولة إسرائيل في العام 1948، بتحويل هذا الأرشيف إلى النظام الرقمي وعرضته في القدس الشرقية.
ويضم هذا الأرشيف أكثر من نصف مليون مادة من صور «النيغاتيف» والصُّور المطبوعة، والشرائح المصورة والأفلام وأشرطة الفيديو التي جمعتها الأونروا وتغطي جوانب حياة رجال ونساء وأطفال فلسطينيين في بداية حياة جديدة في المخيمات التي انتشرت في أرجاء الشرق الأوسط.
وتمثل المجموعة الأولى من الصُّور والأفلام التي عرضت في مركز المعمل بالبلدة القديمة في القدس، جزءًا من معرض يحمل اسم «الرحلة الطويلة»، وقال المفوض العام للأونروا فيليبو غراندي: «هذا المشروع مهم لتاريخ فلسطين والفلسطينيين من أجل الدفاع عن هويتهم والحفاظ عليها»، وأضاف أن المعرض هو «مساهمة في بناء تراث وطني.. ومشروع جميل يساعد الفلسطينيين في الشتات على الحفاظ على هويتهم».
وأعد جورج نعمة المصور السابق في الوكالة الذي أسهم على مدى سنوات بعدد لا يحصى من الصُّور وأشرطة الفيديو للاجئين اختفى عدد منها، فيلمًا وثائقيًّا قصيرًا للمعرض.
وقال نعمة، اللبناني الجنسية: إن كل لقطة في الفيلم الوثائقي هي «ومضة من تاريخ هو جزء لا يمكن محوه من تاريخ الشرق الأوسط»، وفي بداية السبعينات التقط نعمة صورًا للاجئين في مخيم خان يونس في قطاع غزة، وفي مخيم البقعة في الأردن.
وبعد أربعين عامًا عاد ليبحث عن عدد منهم، ووجد أن الطفل الذي كان هزيلاً ويعاني من الاجتفاف وعمره عام الظاهر في صورة ممسكًا بوالدته، أصبح الآن أبًا لخمسة أطفال، ويظهر نعمة في الفيلم الوثائقي وقد التقى به مجدَّدًا في غزة.
وفي صور أخرى يظهر زوجان فرا من أريحا بعد حرب الأيام الستة في 1967 إلى مخيم بائس للاجئين، والآن أصبح لديهما ما بين 70 إلى 80 حفيدًا.
ونظرًا لأهميته، فقد أدرج الأرشيف في سجل «ذاكرة العالم» لدى المنظمة الدوليَّة للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو) من العام 2009.
وقال غراندي: إن الأونروا قررت حفظ الأرشيف بالنظام الرقمي لأنّه بدأ «يتحلل»، مشيرًا إلى أن طلاب في عمان وغزة يقومون بعملية التحويل، وقدمت الدنمارك وفرنسا المساعدة الفنيَّة، كما قدم عدد من الفلسطينيين بصفتهم الشخصيَّة المال لهذا المشروع الضخم.
وتعد مسألة اللاجئين الفلسطينيين من بين العقبات الرئيسة للتوصل إلى سلام بين إسرائيل والفلسطينيين، إضافة إلى مسألة القدس والحدود والنشاط الاستيطاني اليهودي.
ويصر الفلسطينيون على ضرورة حل مشكلة اللاجئين بناء على قرار مجلس الأمن 194 الذي يحدد مبادئ «حق العودة».
وفي افتتاح المعرض قالت حنان عشراوي عضو اللجنة التنفيذية في منظمة التحرير الفلسطيني: إن «قضية اللاجئين مهمة للغاية، وتشكّل تجسيدًا مهمًا لجميع القضايا الفلسطينيَّة»، وأضافت «يجب منح اللاجئين حق اختيار (العودة)، وعلى إسرائيل الاعتراف بذنبها وبروايتنا للأحداث وبحقوقنا».