قرأت في عدد «الجزيرة» رقم 15032 في 20-1-1435هـ ما كتبه الدكتور حمد بن ناصر الدخيل تحت عنوان (تأسيس مدينة المجمعة ونشأتها) وتعليقاً عليه أقول: لقد أصاب الحقيقة الدكتور حمد حينما قال «كان لهجرة القبائل وفصائلها وبطونها وأفخاذها وتنقّلها من مجال إلى آخر أثر في تأسيس بعض البلدان والقرى في نجد»، فبينما هاجرت أفخاذ وعوائل من البدارين من قبيلة الدواسر من واديهم جنوب نجد إلى وسط وشمال نجد حوالي عام 995هـ حتى وصلوا إلى منطقة القصيم وتولوا إمارة الشماسية ولهم عوائل مؤثرة في مدينة بريدة وأسسوا بعض بلدان وقرى منطقة سدير والوشم وأثروا فيها وتولوا إمارات بعضها؛ فهم قد أسسوا البير وثادق وجلاجل ولهم إماراتها وتولى السدارى إمارة الغاط واشتهر جدهم سليمان بشهرة عظيمة ومدحه الشاعر حميدان الشويعر بقوله:
(من قابل خشم العرتيه
فالخاطر منقول خطره
ومن قال أنا مثل سليمان
كرم السامع ياكل بعره)
واتصل الأمير أحمد بن محمد بن تركي بن سليمان السديري بالإمام تركي بن عبدالله آل سعود عام 1239هـ وبايعه على السمع والطاعة وولاه وأبناءه الإمام تركي إمارة الأحساء والبريمي وسدير وغيرها، وتزوج الإمام عبدالرحمن بن فيصل بن تركي آل سعود سارة بنت الأمير أحمد بن محمد بن تركي بن سليمان السديري وأنجبت صقر الجزيرة الإمام عبدالعزيز بن عبدالرحمن بن فيصل بن تركي آل سعود - طيَّب الله ثراه- مؤسس الدولة السعودية الثالثة الحديثة، وتزوّج الملك عبدالعزيز من بنات السدارى فهم أخواله وأخوال كثير من أبنائه الكرام الميامين، وعيَّنهم الإمام عبدالعزيز في كثير من الإمارات الهامة والمناصب ذات المسؤوليات العالية فكانوا أهلاً للثقة الملكية وساعدوا في ضبط الحدود وتوطيد الأمن في كل أرجاء المملكة العربية السعودية.