أخبار منفوحة الحي الشهير في الرياض أصبحت حديث الناس والعمالة الأثيوبية في مقدمة العمالة السائبة والمخالفة لنظام الإقامة والخبر الذي تصدر الصحفة الأولى في هذه الجريدة في عددها الصادر بتاريخ التاسع من هذا الشهر الذي تضمن ما أوضحه الخبير الاقتصادي أن العمالة السائبة المخلة بالمملكة بنت لنفسها اقتصاداً خفياً يعتمد على التستر التجاري وتجارة الشنطة والسوق السوداء لبعض السلع، وإنتاج سلع في معامل غير نظامية وإدارة محال غير مسجلة وتقديم أعمال الأجرة وعقود الباطن غير النظامية، يشير الخبير الاقتصادي أن حجم هذا الاقتصاد الخفي وفقاً لإحصائيات الأمم المتحدة إلى 17% من حجم الناتج المحلي الذي يتجاوز تريليوني ريال «2727» مليار ريال عام 2012 بما يعادل 463 مليار ريال، موضحاً الخبير الاقتصادي لهذه الجريدة أن هؤلاء المخالفين لم يكتفوا بممارسة التجارة غير القانونية بل نهشوا في الاقتصاد الوطني من خلال تزايد تحويلاتهم المالية إلى الخارج بما يفوق رواتبهم الشهرية.
وهنا لا بد أن أشير إلى ما سبق أن كتبته بعنوان « العمالة الوافدة والتركيبة السكانية « وعلى أني نبهت إلى خطورة هذه التجمعات البشرية وكان ذلك في يوم الثلاثاء التاسع عشر من ربيع الأول عام 1432هـ الموافق 22فبراير 2011 في زاويتي الأسبوعية في إحدى الصحف المحلية وأذكر أن لمعالي الأستاذ تركي بن خالد السديري رئيس هيئة حقوق الإنسان الأسبق رأيا وجيهاً ورشيداً لمعالجة خطورة هذه التجمعات المخالفة نظاماً وخطورتها على المجتمع بموبقاتها التي تبدأ ولا تنتهي بكل أنواع المخدرات.
وأذكر أن رأي معالي الأستاذ السديري كان يتضمن إعداد دراسة علمية يتولد عنها إعداد استراتيجية تحدد علاقة المواطن وهو رجل أمن يهمه أمور وطنه ومواطنيه ليكون مساعداً لرجل الأمن في الإعلام والإخبار عن المقيمين غير النظاميين من منطلق مسؤوليته الوطنية وما يمليه عليه واجبه الوطني تجاه وطنه لأن الوطن مسئولية الجميع وخدمته والمحافظة على أمنه هو أعظم شرفاً وأنبل رسالة.
أما أنتم أيها الرجال النبلاء رجال الأمن في مواقعكم ومسؤولياتكم المختلفة فقد كنتم الحصن الحصين والمنيع للحفاظ على سلامة وأمن هذا الوطن الكبير بإشراف ومتابعة وتوجيه من صاحب السمو الملك الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز وزير الداخلية وصاحب السمو الملكي الأمير خالد بن بندر أمير منطقة الرياض وسمو نائبه صاحب السمو الملكي الأمير تركي بن عبدالله بن عبدالعزيز الذين يتابعون ويحرصون ويهتمون بالتوجيه على تخصيص مواقع إيواء لاستقبال العمالة التي تسلم نفسها لتنفيذ الإجراءات النظامية التي تهدف إلى سرعة ترحيل العمالة المخالفة لنظام الإقامة والعمل وهنا لا بد أن أشير إلى أن الوطن وأمنه وأمانه مسئولية الجميع وعلينا أن نكون جميعاً أمناء على مسئولياتنا وأن يتحمل كل مواطن واجباته نحو وطنه وأن يعاقب إذا أخل أو تجاهل هذه الواجبات وعلينا أن تعلم أن منفوحة الرياض ليست وحدها بل هناك منفوحات أخر في المدن الرئيسية من أجل أن نزداد حرصاً واهتماماً بهذا الأمر وأن نكون يداً واحدة مع رجال الأمن في عدم التساهل مع كل من يخالف أنظمة الدولة التي سنت من أجل خدمة الوطن ولمواطن، وأن لا تأخدنا العواطف مع شخص مجهول ومقيم في المملكة لا يتبع النظام لأن النظام يحتم على الجميع احترامه بعيداً عن العواطف والإنسانيات، فالوطن مسئولية الكل وعلى الجميع أن يحافظ على أمنه ووطنه وعلى المواطن أن يكون أكثر حرصاً واهتماماً وجدية في التعاون مع رجال الأمن لأننا يجب أن نكون رجال أمن للحفاظ على وطننا.
وما قام به الأثيوبيون في منفوحة يدل على تعنتهم وفوضويتهم فالكثير منهم لا يحمل إقامة نظامية , فعلى الجميع مضاعفة الجهد لترحيل كل من لا يحمل إقامة نظامية وعلى الجهات المختصة مواصلة جهودها لتنظيف الوطن من هولاء المجهولين والذين لا يحملون إقامات نظامية، كما أن على الجهات المعنية تكثيف جهودها على منافذ المملكة الجنوبية والشمالية والشرقية والغربية من أجل القضاء على العمالة السائبة والمخالفة.
خاتمة:
ما قامت به أمارة منطقة مكة المكرمة بتوجيه من أميرها النبيل خالد الفيصل من فتح مركز للإيواء مزود بجميع الخدمات في منطقة الشميسي لكل الذين يقومون بتسليم أنفسهم طواعية تمهيداً لترحيلهم أمر تشكر عليه.