الجزيرة - متابعة - عبدالرحمن المصيبيح / تصوير - فتحي كالي:
أشاد عدد من المسؤولين والمواطنين بالحملة الأمنية التصحيحية لمخالفي أنظمة الإقامة والعمل وقالوا في أحاديث لـ «الجزيرة» : إن هذه الحملة قد حققت أهدافاً كبيرة وفي مقدمتها انخفاض الجريمة واختفاء العمالة التي كانت تقطن في الأحياء الشعبية بطرق غير نظامية، وتوافر وظائف للسعوديين. وطالب هؤلاء في لقاءاتهم لـ «الجزيرة» الاستمرار في هذه الحملة على الرغم مما تسببه من جهد ومال ووقت، ولكن كل شيء يهون في سبيل الوطن، وتمنوا من المسؤولين في القطاعات الحكومية والقطاع الخاص التعاون مع الجهات الأمنية في تطبيق الأنظمة بحق هذه العمالة ليستمر هذا النجاح الكبير.
إجراء تصحيحي شامل
تحدث في البداية معالي أمين منطقة الرياض المهندس عبد الله بن عبد الرحمن المقبل فقال: لا شك أنها كانت حملة موفقة وهو إجراء تصحيحي شامل في المملكة، والكل يعلم أن الهدف من هذه الحملة ان يعمل الكل في مهنته الصحيحة والعمل بطريقة نظامية ومنضبط بدلاً من الفوضى التي كانت حاصلة كالعمل بدون شهادة او عند غير كفيله.
وأشار معالي المهندس المقبل في تصريحه قائلاً: إن هذه السلبيات لاحظناها أثناء حملة الأمانة لتصحيح وضع العمالة في المطاعم والمحلات التجارية، حيث لوحظ وجود مهن لا تعمل في عملها الحقيقي المرخص لها، وعمالة لا تحمل شهادات تؤهلها لهذا العمل. لذا أعتقد أن هذه الحملة التصحيحية في صالح الجميع سواء العاملين وأيضاً الجهات التي توظفهم، ونفس هذا النظام مطبق في جميع أنحاء العالم، كل دول العالم تنظم العمالة التي تستقطبها للعمل معها بشهادات وبتراخيص سليمة صحيحة حتى يضمن كل ذي حق حقه، العامل يضمن حقه وصاحب العمل يضمن حقه. كما أن هذه الحملة فيها فائدة كبيرة مهمة لاستقطاب السعوديين للعمل من خلال المهن التي تناسبهم.
شكراً لكل من أسهم وبذل من أجل إنجاح هذه الحملة حفظ الله بلادنا وأدام عزها تحت قيادة خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين وسمو النائب الثاني ومزيداً من الإنجازات والعطاءات لهذا الوطن المعطاء.
د. الزامل: يداً بيد لينمو هذا الوطن
كما تحدث لـ «الجزيرة» الدكتور عبد الرحمن بن عبد الله الزامل رئيس مجلس إدارة الغرفة التجارية الصناعية الذي بارك هذه الجهود الموفقة بشأن هذه الحملة التصحيحية وقال: في البداية يجب أن نفهم ما الغرض من الحملة التصحيحية، فهذه الحملة ليس الغرض منها السعودة ولكن غرضها الأساسي تنظيم سوق العمل وضمان عيشة ممتازة للعمالة الأجنبية التي تعمل هنا في المملكة.
وقال الدكتور الزامل: إننا نتمنى أن يكون لدينا عمالة مضمون لها سكنها ورواتبها والتأمين الصحي والتدريب والاستمرارية، وهذا لن يكون متوافراً الا إذا عملت العمالة لدى كفلائها. أما الظاهرة التي يعاني منها الجميع وهي هروب العمالة من الكفلاء والعمل عند الآخرين أو حتى دخول للبلد غير نظامي، ومن طيبتنا وعاطفتنا تحملنا هذا الشيء إلى أن تجمعت عندنا بؤر كبيرة.
وأكد الدكتور الزامل في تصريحه أن جميع فئات المجتمع من مواطنين ومسؤولين ورجال أعمال تؤيد هذه الحملة، ومن أكثر المستفيدين من هذه الحملة هم القطاع الخاص السعودي.
واستطرد الدكتور الزامل في معرض حديثه حول وقوع بعض السلبيات لهذه الحملة ويجب أن يتحملها الجميع. وطالب د. الزامل بالاستمرار في هذه الحملة ويجب أن يفهم هؤلاء الإخوة ومن بينهم الإثيوبيون أن هناك فئة كبيرة منهم يعملون في البلد بصفة نظامية لم يتم التعرض لهم، وكذلك الاخوة اليمنيون حيث يوجد في المملكة أكثر من مليون ونصف يمني يعمل في المملكة لم يتعرض أحد لهم لأنهم بالفعل نظاميون مع كفلائهم.
وحذر الدكتور الزامل أن نسقط مرة أخرى في نفس المطب، ويجب علينا أن نراقب أنفسنا كرجال أعمال. وعبر عن سعادته وامتنانه وشكره لله سبحانه وتعالى ان النظام قد تغير وهناك الآن الغرامة والعقوبة على من يوظف من ليس على كفالته، وبالفعل إذا التزم الجميع بعدم توظيف من ليس على كفالته جنينا ثمار الحملة. مثال آخر، شاهد كل بيت الآن استقدموا أناسا على غير كفالتهم خدم وسائقين جميعهم هربوا، لأن هناك عصابات تأخذهم وتوظفهم في مناطق أخرى وكل بيت قد خسر ما بين 30 إلى 40 ألف ريال، لماذا تذهب هذه الأموال بهذه الطريقة غير النظامية. وأبرز إيجابيات الحملة التصحيحية وفي مقدمتها أن كل بيت مطمئن لأن العمالة الموجودة لديهم بصفة نظامية ومريحة، وأن العمالة القديمة السائبة قدموا اعتذارهم لأصحابهم القدماء ويقولون نحن آسفين ونحن نريد العودة لكم.
ومضى الدكتور في سرد مزايا هذه الحملة وقال إننا بدأنا نلاحظ أثرها على برنامج السعودة ومنها زيادة توظيف السعوديين، والآن رواتب السعوديين في السوق مباشرة زادت 20% ، والميزة الثالثة كان السعودي ينتقل من شركة إلى شركة يبحث عن وظيفة ودائماً يعتذر له، الآن إذا دخل سعودي إلى شركة لا يمكن أن يترك ويتم إقناعه بالعمل في الشركة. الكل الآن يريد أن يوظف السعودي علشان يحمي نفسه من أنظمة العمل فالمزايا كثيرة.
كما بدأنا نلاحظ انخفاض إيجارات الإسكان في المناطق الشعبية وهذه ميزة كبيرة والحمد لله تم ترحيل أكثر من مليون شخص، حيث تم توفير 3 ملايين رغيف خبز باليوم، كذلك وفرنا بنزين ووفرنا كهرباء. لاحظ الطرق والأسواق والأحياء أصبحت حركة المرور انسيابية ومريحة اختفت تلك المظاهر والتجمعات المزعجة.
وتوقع الدكتور الزامل خلال الأشهر الأربعة القادمة أن يكون هناك آثار كبيرة وإيجابيات مميزة للحملة مع استمرار تنظيم سوق العمل، كما أن الاستقدام في العام القادم سوف ينخفض 40% لأن الاستقدام غير المنظم لن يبقى ولن يسمح لأي أحد أن يستقدم بالواسطة، فمن يريد عمالة فإن وزارة العمل سوف توفرها له، لأن الوزارة تعلم يقيناً أنك لن تستطيع من الآن أن تترك أحدا يعمل عند غير كفيله.
ختاماً أبارك لهذه الجهود الموفقة وشكراً لكل المسؤولين والعاملين في الميدان عن هذه الحملة وحفظ الله بلادنا وأدام عزها ومجدها.
ليتها كانت بالتدريج
كما أبدى المهندس علي بن صالح البراك الرئيس التنفيذي للشركة السعودية للكهرباء سعادته وامتنانه للحملة التصحيحية وأنها في الواقع مهمة وضرورية. وتمنى المهندس البراك أن يكون تنظيم هذه الحملة بالتدريج لتكون أقل تأثيراً على مقاولي وأعمال الإنشاءات، فقد يحصل بعض التأثير لكن - إن شاء الله - أتوقع أن وزارة العامل والمقاولين سوف يتداركون ذلك ويحصل تعويض لمقاولي الباطن الذين يقومون ببعض الأعمال التي تساند المقاولين الرئيسيين.
العناصر المجهولة خطرها كبير
وأكد الدكتور عبد الرحمن بن سليمان العريني مستشار وزير الاتصالات وتقنية المعلومات على أهمية هذه الحملة وقال إن من الأهمية بمكان حماية المواطن من أي مخالفات أياً كان نوعها. وأن وجود عناصر مجهولة الهوية مصدر خطر كبير على الوطن وعلى المواطن وعلى الدولة، فيجب على كل من يهمه شأن البلاد أن يكون داعماً ومؤيداً لمثل هذه الحملات لأن تأثير وجود أشخاص مجهولة الهوية على المدى الطويل أو القصير تأثير سلبي على جميع المستويات الاجتماعية والاقتصادية والأمنية وآثار متعددة قد لا يدركها الإنسان العادي ولكنها اثار متعددة وكبيرة جداً، فهي لا تقتصر على اختطاف الفرص الوظيفية والاقتصادية والتجارية لأبناء الوطن وإنما تتعدى ذلك إلى أبعاد اجتماعية وأبعاد أمنية. نشد بأيدينا على جميع الزملاء القائمين على هذه الحملة وكل مواطن مسؤول عن أمن وطنه والوقوف جنباً إلى جنب مع هذه الحملات الموفقة.
الجزيرة تلتقي المواطنين
كما شملت لقاءات الجزيرة عددا من المواطنين الذين عبروا عن سعادتهم بهذه الحملة وتمنوا استمرارها، حيث قال المواطن علي العنزي: الحقيقة أبارك وأهنئ كل من أسهم في تنظيم هذه الحملة وأتمنى استمرارها وعدم التوقف على الرغم من ما ينتج عنها من الوقت والمال والجهد شكراً لكل من ساهم.
وتمنى المواطن علي حكيمي استمرار هذه الحملة الموفقة وقال إننا لاحظنا اختفاء هذه العمالة واختفت الازدحامات ووجود العمال في الشوارع والأحياء المهم لا نريد التوقف وبارك الله جهود المخلصين.
وأيد المواطن سعد العتيبي هذه الحملة وقال إنها حملة موفقة بدأ الجميع يجني ثمارها وفي مقدمتها نظافة الأحياء الشعبية وانخفاض الإيجارات المهم أن تستمر هذه الحملة المباركة.