كثفت قوات الأمن المصرية من وجودها أمام المناطق الحيوية بمحافظتي القاهرة والجيزة أمس تحسبًا لوجود أعمال عنف أو شغب من قِبل أنصار الرئيس المعزول محمد مرسي في مظاهراتهم ومسيراتهم التي انطلقت عقب صلاة الجمعة. وتمركزت مدرعات الجيش والشرطة وسيارات الأمن المركزي بجميع المناطق الحيوية بالقاهرة والجيزة وأمام السفارات والمنشآت الشرطية، مع استمرار إغلاق عدد من الميادين. وقامت قوات الجيش والشرطة بإغلاق ميدان التحرير أمام حركة مرور السيارات ونصب حواجز من الأسلاك الشائكة أمام المتحف المصري والشوارع المحيطة بالميدان، ونشر عدد من الآليات العسكرية خلف تلك الحواجز. كما قامت قوات الجيش والشرطة بتكثيف وجودها بمحيط قصري الاتحادية والقبة، وتمركزت آليات عسكرية بالشوارع المحيطة وأمام بوابات القصرين، واستخدمت حواجز الأسلاك الشائكة في إغلاق الشوارع المؤدية لهما.
أيضاً شهد محيط ميدانَيْ رابعة العدوية والنهضة تكثيفاً للإجراءات الأمنية، وتمركزت الآليات العسكرية ومدرعات الشرطة في الشوارع المؤدية للميدانين، وتم إغلاقهما بالأسلاك الشائكة.
وكانت وزارة الداخلية قد رصدت دعوة عناصر جماعة الإخوان أنصارها للقيام بعدد من المسيرات بالقاهرة والجيزة، وذلك دون إخطار أقسام ومراكز الشرطة المختصة، أو الحصول على الموافقات الأمنية، أو اتباع الإجراءات القانونية المنظمة لهذا الشأن. وأكدت وزارة الداخلية في بيان ها التزامها بدورها في إنفاذ القانون واحترام كل إجراءاته وضوابطه، محذرة الكافة من الإقدام على تنظيم أية فعاليات أو تجمعات أو مواكب أو تظاهرات مخالفة للقانون بدون إخطار مسبق للجهات الأمنية المعنية، مؤكدة أنه سيتم التعامل مع تلك الفعاليات غير القانونية والتصدي لها بالقدر المناسب من الحسم والحزم.
كما نجحت قوات الأمن المصرية في السيطرة على أحداث فتنة طائفية وقعت في محافظة المنيا بصعيد مصر، وتمكنت قوات الشرطة من السيطرة على الأحداث، وفرضت كردوناً أمنياً بالقرية. كما وقعت مشاجرة طائفية أخرى بين قرية الحوارتة ذات الأغلبية المسلمة وقرية نزلة عبيد ذات الأغلبية المسيحية بمركز المنيا بسبب نزاع سابق على قطعة أرض أملاك دولة، وأسفرت الاشتباكات الدموية بين أهالي القريتين عن مقتل شخصين من أهالى قرية الحوارتة بعد إصابتهما بطلقات نارية متفرقة بالجسم وإصابة 4 آخرين بطلقات نارية بالجسم، وتم نقلهم إلى مستشفى المنيا الجامعي. كما أسفرت الاشتباكات عن مقتل شخص من قرية نزلة عبيد، وإصابة 5 آخرين تم نقلهم إلى مستشفى المنيا العام.
من جهة أخرى، أكد محمد سلماوي المتحدث الرسمي للجنة الخمسين لتعديل الدستور إن التصويت النهائي على مسودة الدستور سيبدأ اليوم السبت، لافتاً إلى أنه تم الانتهاء من جميع المواد الخلافية في الدستور. وأوضح سلماوي أن اللجنة استغرقت ما يقرب من 55 جلسة عامة للأعضاء الاحتياطيين لإجراء التعديلات على الدستور بخلاف الشهر الأول من عملها الذي تم الاستماع فيه للأعضاء الاحتياطيين ومختلف طوائف المجتمع. وأشار إلى أنه ليس متبقياً أمام اللجنة سوى عدد بسيط جداً من المواد. وكانت اللجنة قد أقرت الديباجة الخاصة بالدستور بعد التوافق على الصياغة النهائية لها، خاصة فيما يتعلق بمدنية الدولة والعبارة المفسرة للمادة الثانية من الدستور. ونصت الديباجة على أن لجنة الخمسين تكتب دستوراً يستكمل بناء دولة ديمقراطية حديثة حكمها مدني، ويؤكد أن مبادئ الشريعة الإسلامية المصدر الرئيسي للتشريع، كما جاء في الأحكام المطردة للمحكمة الدستورية العليا.
من جانبه أكد نائب رئيس الوزراء المصري الدكتور زياد بهاء الدين أن مصر ماضية قدماً في تنفيذ خريطة الطريق، وأشار إلى أنه من المتوقع أن يطرح الدستور للاستفتاء الشعبي خلال شهر يناير 2014، وهي الخطوة التي ستمهد الطريق لمتابعة المضي قدماً في باقي بنود خريطة الطريق.