السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
اطلعنا على المقال المنشور في صحيفتكم بعددها رقم (15021)، الصادر يوم الأربعاء 9 محرم 1435هـ، الموافق 13 ديسمبر 2013م، بعنوان: «متى نستتحف حضارتنا؟»، للكاتب محمد أبا الخيل، والذي رأى خلاله أن واقع المتاحف في المملكة العربية السعودية لا يتناسب مع ما لدينا من حضارة وتراث، داعياً إلى أن يكون في كل مدينة متاحف للتراث والعلوم والطبيعة والتاريخ، والفنون.
بداية نتوجه بالشكر والتقدير لكم وللكاتب على الاهتمام بالكتابة عن موضوعات المتاحف في المملكة العربية السعودية التي تضم تراث البلاد وإرثها الحضاري، وتعقيباً على هذا المقال فإننا نود إيضاح التالي:
توضح الهيئة العامة للسياحة والآثار، أنها تعمل حالياً على برامج مهمة لإحداث تحول ثقافي في نظرة المجتمع للمتاحف وتطوير الثقافة المتحفية، من خلال إنشاء متاحف جديدة في مناطق المملكة، وتطوير المتاحف القائمة من حيث المباني والعروض المتحفية.
وتعمل الهيئة على إنشاء متاحف إقليمية في كل من أبها، والباحة، وحائل، وتبوك، والدمام، وستكون تلك المتاحف معالم حضارية شاهدة على تراث المناطق التي توجد فيها، كما تعمل الهيئة على تطوير المتاحف القائمة، حيث توجد في المملكة ستة متاحف في كل من العلا، وتيماء، ودومة الجندل، ونجران، وصبيا، والهفوف، حيث يجري العمل على توسعتها وتطويرها وإحداث إضافات توفر حيزاً للبرامج الجديدة وتجعل المتاحف أكثر نشاطاً وارتباطاً بالعملية التعليمية.
كما تسعى الهيئة إلى إنشاء متحفين متخصصين، أحدهما متحف للتراث الإسلامي والوطني في جدة ويقام في قصر خزام، والثاني متحف واحة القرآن الكريم بالمدينة المنورة والذي تقوم عليه وزارة الشئون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد بالتعاون مع الهيئة العامة للسياحة والآثار وإمارة منطقة المدينة المنورة، وسيتم إنشاؤه وفق أعلى المعايير العالمية، إضافة إلى تطوير متحف مكة المكرمة بقصر الزاهر.
وشملت جهود الهيئة في مجال المتاحف إيجاد متاحف بالمباني التراثية في المحافظات، حيث تسعى الهيئة إلى الاستفادة من تلك المباني بإعادة تأهيلها وتوظيفها كمتاحف ومراكز حضارية وثقافية متعددة الاستخدامات، وقد بدأت الهيئة في إعادة تأهيل قصور الملك عبد العزيز والمباني التاريخية الأخرى وتوظيفها كمراكز حضارية وثقافية ومتاحف للتعريف بتاريخ المملكة وحضارتها، مع التركيز في العروض على تاريخ المدينة الواقعة بها هذه المراكز والمتاحف والتعريف بموروثها الثقافي، إضافة إلى إبراز البعد العمراني لهذه المباني التاريخية كعناصر مميزة تعكس الهوية العمرانية للمملكة وخصائص العمارة المحلية.
ومن بين مشاريع المتاحف الجاري تنفيذها في إطار هذا البرنامج، متحف الغاط بقصر الإمارة القديم، ومتحف الدوادمي بقصر الملك عبد العزيز، ومتحف وادي الدواسر بقصر الملك عبد العزيز، ومتحف ضبا في قلعة الملك عبد العزيز، وقصر الملك عبد العزيز بالخرج، وقصر الزاهر بمكة المكرمة، وقصر المويه بالطائف، وقصر الملك عبد العزيز بنطاع بالمنطقة الشرقية، وقصر الملك عبد العزيز بأم عقلا بالمنطقة الشرقية، وقصر الملك عبد العزيز بقبة بالقصيم.
كما أولت الهيئة المتاحف اهتماماً كبيراً في مشروع نظام الآثار والمتاحف والتراث العمراني الذي ينتظر موافقة مجلس الوزراء الموقر، حيث يتضمن النظام قيام الهيئة بإنشاء صندوق يُسمى «صندوق الآثار والمتاحف» للإنفاق منه لإنشاء متاحف جديدة، ودعم المتاحف التي تحمل شعار «متحف سعودي»، ويجيز المشروع للشخص إنشاء متحف حضاري أو تراثي أو علمي كمشروع ثقافي أو استثماري بعد حصوله على تصنيف وترخيص من الهيئة، على أن تعتمد الهيئة شعاراً باسم «متحف سعودي» يُمنح للمتاحف العامة والخاصة.
وشمل اهتمام الهيئة المتاحف الخاصة في كل مناطق المملكة، حيث تعمل على دعم تلك المتاحف من خلال منح أصحاب تلك المتاحف تراخيص مؤقتة لممارسة مهامهم تحت مظلتها لحين صدور مشروع نظام الآثار والمتاحف الجديد الذي يتضمن تنظيم العمل بهذه المتاحف وضوابط ترخيصها وتقديم الدعم لها، وتقدم الهيئة للمتاحف الخاصة حالياً خدمات تشمل التعريف بها، وترميم القطع الأثرية، وجعل المتاحف الخاصة ضمن المسار السياحي للمناطق أو المحافظات التابعة لها، ومساعدة أصحاب المتاحف الخاصة في تطوير عروضهم من خلال عدد من البرامج التي تنفذها الهيئة لهذا الغرض، والترويج للمتاحف الخاصة في مطبوعاتها الخاصة وضمن نافذة إلكترونية خاصة بهذه المتاحف على الموقع الإلكتروني للهيئة، إضافة إلى العمل على تنفيذ بوابة إلكترونية تُعنى بالمتاحف الخاصة، ومساعدة أصحاب المتاحف في كيفية تسجيل وتوثيق محتويات متاحفهم من خلال عدد من البرامج والدورات التي تنفذها الهيئة، وسعت إلى توفير أراضي منح لمقار المتاحف الخاصة أو بنظام التأجير الرمزي بفترات طويلة، وقد صدر تعميم من وزير الشؤون البلدية والقروية إلى جميع الأمانات بتوفير أراض مناسبة لأصحاب المتاحف الخاصة. ختاماً نشكركم على طرح ومناقشة الموضوعات المتعلقة بالمتاحف والتي توليها الهيئة العامة للسياحة والآثار عناية كبيرة، آملين نشر هذا الإيضاح في المكان المناسب.
وتقبلوا فائق تحياتي وتقديري.