حذرت أكاديمية متخصصة في الدراسات الإسلامية من قطيعة الرحم، وحثت على صلة الأرحام والآثار المترتبة علي القطيعة والصلة مستشهدة بعدد من الآيات القرآنية والأحاديث النبوية التي تحذر من القطيع وتحث على صلة الأرحام، وقالت الدكتورة مي بنت فوزان المسفر الأستاذ المساعد في قسم الدراسات الإسلامية بكلية الآداب بجامعة الأميرة نورة بنت عبد الرحمن - في حديثها لـ»الجزيرة» عن صلة الأرحام: إن الله - عز وجل - أمر بصلة الأرحام والبر والإحسان، ونهى عن القطيعة والخذلان، كما إن صلة الرحم من الحقوق العشرة التي أمر الله بها في قوله تعالى: {وَاعْبُدُواْ اللّهَ وَلاَ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئاً وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً وَبِذِي الْقُرْبَى} إلا أن من الناس من أضاع هذا الحق وزهد به، أو جعله عطية بمقابل ليخرج بذلك عن المفهوم الشرعي لصلة الرحم» ليس الواصل بالمكافئ ولكن الواصل إذا قطعت رحمه وصلها» رواه البخاري، وقال علي بن الحسين لولده: يا بني لا تصحبن قاطع رحم فإني وجدته ملعونا في كتاب الله {فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِن تَوَلَّيْتُمْ أَن تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ أُوْلَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ}، وهو من موانع دخول الجنة: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا يدخل الجنة قاطع رحم» رواه الترمذي، وقد عده الله من الفاسقين الخاسرين: {وَمَا يُضِلُّ بِهِ إِلاَّ الْفَاسِقِينَ الَّذِينَ يَنقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ مِن بَعْدِ مِيثَاقِهِ وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَن يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الأَرْضِ أُولَـئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ}، وحري بقاطع الرحم أن تعجل له العقوبة في الدنيا وفي الحديث» ما من ذنب أجدر أن يعجل الله لصاحبه بالعقوبة في الدنيا مع ما يدخر له في الآخرة من البغي وقطيعة الرحم» رواه أبو داود والترمذي وابن ماجه.
وأضافت د. مي المسفر تقول: إن عمله قاطع الرحم حابط فلا يرفع له عمل ولا يقبله الله عند العرض عليه فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول: «إن أعمال بني آدم تعرض على الله تبارك وتعالى عشية كل خميس ليلة الجمعة فلا يقبل عمل قاطع رحم» رواه أحمد ورجاله ثقات وحسنه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب، وتكون الصلة بأمور كثيرة منها الزيارة وعيادة المريض وإجابة الدعوة،وأعظم ما تكون به الصلة أن يحرص المرء على أمرهم بالمعروف ونهيهم عن المنكر.
وأكدت الدكتورة مي أن من أسباب القطيعة الجهل وضعف التقوى والكبر والحسد ومن الأمور التي قد تفسد الصلات بين الأقارب ويغفل عنها كثير من الناس العتاب الشديد واللوم والتقريع على التقصير ومن هنا تحصل النفرة من المجيء والزيارة خشية التعنيف ثم تحصل بذلك القطيعة والهجران ولنعلم أن التغاضي والتغافل من أخلاق الأكابر و مما يعين على استبقاء المودة وعلى وأد العداوة، منهية حديثها بدعاء الله أن يجمع شمل المسلمين ويصلح أحوالهم وأن يعيننا على القول بالعمل وعلى النصح بالقبول.