الرياض - خاص بـ«الجزيرة»:
كشف رئيس الجمعية السعودية للدراسات الدعوية د. خالد بن عبد الرحمن القرشي أن واقع الدعوة الإسلامية في الوقت الحاضر يمر بأسوأ مراحله، ولكن هو يسير في طريق التصحيح والعودة إلى دوره المطلوب بشكل كبير. وقال د. خالد القرشي في حوار مع «الجزيرة» إن الجمعية لا تقتصر على العمل البحثي والأكاديمي، بل تتعدى إلى التدريب وإقامة الندوات والملتقيات العلمية التي ترتقي بالدعوة. وأوضح فضيلته موقف الجمعية من ظاهرة (تصنيف الناس) حيث يرى خطورة التحزب والانتماءات التي تفرق الأمة، وأن سبب هذه الظاهرة يعود لتقصيرنا جميعاً في التحذير من خطورة هذا الأمر وحرمته.. وفيما يلي نص الحوار الذي تناول عدة قضايا تتعلق بالجمعية ومهامها ومناشطها القادمة.
* كيف ترون الجهود العلمية والشرعية التي تقوم بها الجمعية السعودية للدراسات الدعوية منذ تأسيسها، وهل تقتصر على العمل البحثي والأكاديمي؟
- تبذل الجمعية قصارى جهدها منذ تأسيسها من خلال برامجها الدعوية المتنوعة في شتى المجالات الدعوية، وتسعى جاهدة لتوسيع نطاقها الدعوي في قادم الأيام.
وهي لا تقتصر على العمل البحثي والأكاديمي، بل تتعدى إلى التدريب وإقامة الندوات والملتقيات العلمية التي ترتقي بالدعوة لتكون دعوة إلى الله على بصيرة، حيث جعلت الجمعية شعارها (بصيرة) انطلاقاً من قوله تعالى: {قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَاْ وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللّهِ وَمَا أَنَاْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ} (108) سورة يوسف.
* ما شروط العضوية في الجمعية، وهل تقتصر على الأكاديميين وهيئة التدريس بجامعة الإمام؟
- شروط الحصول على العضوية كالتالي:
أ/ عضوية (عاملة) وهي لكل من يحمل مؤهلاً متخصصاً في الدعوة، بمقابل اشتراك رمزي.
ب/ عضوية (انتساب) وهي لكل الراغبين في الانضمام إلى الجمعية، بمقابل اشتراك رمزي أيضاً.
في الحقيقة لا تقتصر العضوية على الأكاديميين وهيئة التدريس، بل هي متاحة لكل من لديه إضافة جديدة ومفيدة في مجال الدعوة.
* وقَّعت الجمعية اتفاقات ومذكرات تفاهم وتعاون مع هيئات ومؤسسات دعوية وخيرية، فما أبرز هذه الاتفاقيات وما مضامينها؟
- ما زالت الجمعية في مرحلة التواصل مع بعض الجهات لتوقيع مذكرات تفاهم وتعاون، ومن هذه الجهات وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد، حيث التقى مجلس الإدارة مع معالي الوزير الشيخ/ صالح بن عبدالعزيز آل الشيخ وقد رحب ترحيباً كبيراً بالجمعية وبالتعاون معها في مجال التدريب وإقامة الملتقيات والمؤتمرات العلمية المتخصصة، والعمل جارٍ لتوقيع مذكرة تفاهم في هذا الجانب.
* نظمت الجمعية وشاركت في العديد من المؤتمرات والملتقيات الدعوية والشرعية لإثرائها وتبادل الخبرات، هل هناك فعاليات مستقبلية؟
- نعم هناك فعاليات مستقبلية بمشيئة الله، وننتظر الموافقة عليها من الجهات المختصة كالملتقى الثاني للدعوة إلى الله تعالى.
* وماذا عن المناشط الجمعية في خدمة المجتمع؟
- للجمعية نشاط واضح وبرامج بارزة في خدمة المجتمع في مجال تخصصها، حيث قامت بالعديد من الدورات والندوات العلمية المتخصصة مثل: تطوير مهارات الإلقاء، والاحتساب على السحرة والمشعوذين ودورات تطوير الذات وغيرها الكثير.
* هل هناك تعاون بين الجمعية والمؤسسات والهيئات الخيرية وما هو؟
- هناك تعاون ملموس بين عدد من المؤسسات والهيئات، وعلى سبيل المثال لا الحصر: مؤسسة الشيخ ابن باز الخيرية، والهيئة العالمية للمساجد، وأوقاف الشيخ: صالح بن عبد العزيز الراجحي، والندوة العالمية للشباب الإسلامي.
* وكيف تنفق الجمعية على برامجها؟
- تنفق الجمعية على برامجها من خلال الدعم المقطوع من ولاة الأمر في هذه البلاد ومن بعض المحسنين وأهل الخير الذين يقومون برعاية بعض مشاريع الجمعية، وفي هذا الجانب تتمثَّل العقبة الرئيسة ومشكلة كبرى في قلة موارد الجمعية التي من خلالها تنطلق في طريقها وفي تحقيق أهدافها.
* حدثنا عن حجم العضوية في الجمعية؟ وهل تقبل عضوية المؤسسات الدعوية أم تقتصر على العضوية الفردية؟ وما هي درجات العضوية؟ وكيف يتم انتخاب مجلس إدارتها؟
- تضم الجمعية عدد (230) عضواً من الرجال، وعدد (102) عضو من النساء تقريباً، كما نقبل ونرحب بعضوية المؤسسات الدعوية.
وبالنسبة لكيفية انتخاب مجلس إدارتها فقد نهجت الجمعية في ذلك على أن يتم الانتخاب بالتصويت للمرشحين من خلال اجتماع الجمعية العمومية للأعضاء جميعاً، ومن يحقق أعلى نسبة في التصويت يختارون كتسعة أشخاص ليدخلوا مجلس الإدارة وفي اجتماع مغلق بعد الانتخاب مباشرة، يختار من بينهم بالتصويت: الرئيس ونائبه وأمين المال وأمين الجمعية، ثم يعلن مباشرة في اجتماع الجمعية العمومية قبل ذهابهم وانتهاء الاجتماع.
* انتشرت في الآونة الأخيرة ظاهرة ما يُسمى (تصنيف الناس) من دعاة وطلبة علم وحتى العلماء.. فما موقفكم تجاه هذه الظاهرة وما أسبابها؟
- موقف الجمعية من هذه الظاهرة ينطلق من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وما سارت عليه هذه البلاد بالتزامها بالمنهج السلفي الذي يرى خطورة التحزب والانتماءات التي تفرق الأمة، وكذلك يرى حرمة تصنيف الناس من غير دليل ولا برهان مما يترتب عليه مزيد من التفرق والنزاع والخلاف.
وفي نظري أن سبب هذه الظاهرة يعود لتقصيرنا جميعاً في التحذير من خطورة هذا الأمر ووجوب التصدي له بالإنكار والبيان والإرشاد إلى الطريق الصحيح والمنهج الشرعي.
* كيف ترون واقع الدعوة الإسلامية في الوقت الحاضر؟
- واقع الدعوة الإسلامية في الوقت الحاضر يمر بأسوأ مراحله، ولكن هو يسير في طريق التصحيح والعودة إلى دوره المطلوب بشكل كبير وجهود عظيمة تبشر بخير كثير.
* وما الجديد لديكم ولم يعلن بعد؟
- جديدنا في الأيام القادمة - بإذن الله - العديد من الإصدارات العلمية والفعاليات والدورات التطويرية للأعضاء المسجلين وغير المسجلين وأبرزها: سيتم تدشين موقع (ملتقى الباحثين في علم الدعوة) معتمد من وزارة التعليم العالي، وإصدار موسوعة (فقه الدعوة إلى الله في الصحيحين) معتمد من وزارة التعليم العالي أيضاً، وإقامة مجموعة من الدورات التدريبية المتخصصة، وإصدار المجلة الدورية للجمعية في عددها الخامس.