ضرب الأرض بـ”الطورية” في قسوة إلى أن تدفق الماء من خلال الجدول إلى حقل البرسيم.. رماها في غضب، وارتمى تحت جذع نخلة، وهصر رأسه في وجع خرافي.. عض على أصبعه في حرقة، وسالت دمعة رجولية نادرة من عين رسمت حولها الدنيا خطوطها فأكسبتها مظهراً قوياً..
سيتزوج غداً زوجة أخيه.. أربعة أبناء في عنقه.. لم يكن هناك خيار آخر.. أصر على أن يحتفظ بدبلة علياء في أصبعه.. ابنة خاله الخرطومية التي اعتزلت الدنيا، وقررت أن تعيش معه في أقصى الشمال.. ندت عنه آهة سخرية.. كل شيء كان جاهزاً وحدد العيد الكبير للزفاف.. مالت الشمس للمغيب عندما ناحت الدنيا وودعهم أخوه إثر ضربة شمس قوية.. عاند رجولته في البداية ورفض أن يتزوجها.. ولكن.. انسحبت علياء في هدوء.. واحتضن هو أبناء أخيه.. هو رجل المهام الصعبة.. أو يرمي عرضه؟!
رمى قلبه في هوة سحيقة.. ووأد معها أحلامه الجذلى بحياة مثالية مع سيدة استثنائية هامت برجولته التي انفرد بها عن أنصاف الرجال، فعافت العاصمة وقبلته.. مسح دموعه، وألقى نظرة أخيرة على دبلة علياء قبل أن يلقي بها في الجدول علها تصادف عاشقاً لن تعانده دقائق اللحظة الأخيرة وتسلبه سعادته.
ـ السودان